لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 152 - الجزء 9

  بسكون العين؛ قيل: هي القُروح التي تخرج في رأْس الصبي؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه الحربي بتقديم العين على الفاء والمحفوظ بالعكس.

  والسَّعَف: داء في أفواه الإِبل كالجَرَب يتَمَعَّطُ منه أَنف البعير وخُرْطومُه وشعر عينيه؛ بعير أَسْعَفُ وناقة سَعْفاء، وخَصَّ أَبو عبيد به الإِناثَ، وقد سَعِفَ سَعَفاً، ومثله في الغنم الغَرَبُ.

  وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: من شياتِ النَّواصي فرس أَسْعَفُ؛ والأَسْعَفُ من الخيل: الأَشْيَبُ الناصيةِ، وناصِيةٌ سَعْفاء، وذلك ما دام فيها لون مُخالِف للبياض، فإذا ابيضَّتْ كلُّها، فهو الأَصْبَغُ، وهي صَبْغاء.

  والسَّعْفاء من نواصِي الخيل: التي فيها بياض، على أَيّةِ حالاتِها كانت، والاسم السَّعَفُ؛ وبه فسّر بعضهم البيت المُقَدَّم:

  كسا وجْهها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

  والسَّعَفُ والسُّعافُ: شُقاقٌ حَوْلَ الظُّفُرِ وتَقَشُّرٌ وتَشَعُّثٌ، وقد سَعِفَتْ يدُه سَعَفاً وسَئِفَتْ.

  والإِسْعافُ: قضاء الحاجة وقد أَسعَفَه بها.

  ومكان مُساعِفٌ ومنزل مُساعِفٌ أَي قريب.

  وفي الحديث: فاطمةُ بَضْعةٌ مني يُسْعِفُني ما أَسْعَفَها، من الإِسْعافِ الذي هو القُرْبُ والإِعانةُ وقضاء الحاجة، أَي يَنالُني ما نالها ويُلِمُّ بي ما أَلمَّ بها.

  والإِسْعافُ والمُساعَفةُ: المُساعَدةُ والمُواتاةُ والقُرْبُ في حُسْنِ مُصافاةٍ ومُعاونةٍ؛ قال:

  وإنَّ شِفاءَ النَّفْسِ، لو تُسْعِفُ النَّوَى ... أُولاتُ الثنايا الغُرِّ والحَدَقِ النُّجْلِ

  أَي لو تُقَرِّبُ وتُواتي؛ قال أَوس بن حجر:

  ظَعائِنُ لهْوٍ ودُّهُنَّ مُساعِفُ

  وقال:

  إذِ الناس ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ ... وإذْ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ

  وأَسْعَفَه على الأَمْرِ: أَعانَه.

  وأَسْعَفَ بالرجل: دَنا منه.

  وأَسْعَفَتْ دارُه إسْعافاً إذا دَنَتْ.

  وكل شيء دَنا، فقد أَسْعَفَ؛ ومنه قول الراعي:

  وكائنْ تَرى منْ مُسْعِفٍ بمَنِيّةٍ

  والسُّعُوفُ: الطبِيعةُ، ولا واحد له.

  قال ابن الأَعرابي: السُّعُوفُ طبائعُ الناسِ من الكَرَمِ وغيره، ويقال للضَّرائب سُعوفٌ، قال: ولم يُسْمَعْ لها بواحد من لفظها.

  وسُعُوفُ البيتِ: فُرُشُه وأَمْتِعَتُه، الواحد سَعَفٌ، بالتحريك.

  والسُّعوف: جِهازُ العَرُوسِ.

  وإنه لَسَعَفُ سَوْء أَي مَتاعُ سَوْء أو عبد سوء، وقيل: كلُّ شيء جادَ وبَلَغَ من عِلْقٍ أَو دارٍ أَو مملُوك ملكته، فهو سَعَفٌ.

  وسَعْفةُ: اسم رجل.

  والتَّسْعِيفُ بالمِسْكِ: أَن يُرَوَّحَ بأَفاويه الطِّيبِ ويُخْلَطَ بالأَدْهانِ الطَّيِّبةِ.

  يقال: سَعِّفْ لي دُهْني.

  قال ابن بري: والسَّعَفُ ضرب من الذُّبابِ؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ:

  حتى أَتَيْت مُرِيّاً، وهو مُنْكَرِسٌ ... كاللَّيْثِ، يَضْرِبُه في الغابةِ السَّعَفُ

  سفف: سَفِفْتُ السَّويقَ والدَّواءَ ونحوهما، بالكسر، أَسَفُّه سَفّاً واسْتَفَفْتُه: قَمِحْتُه إذا أَخذته غير ملتوت، وكل دَواء يؤخذ غير معجون فهو سَفُوفٌ،