[فصل العين المهملة]
  يقول: لم يختر كراهةَ الرُّجْلة فيركب ويدَع الرُّجلة ولكنه اشتهى الرجلة.
  واعْتَنَف الأَرضَ: كَرِهَها واسْتَوخَمها.
  واعْتَنَفَتْه الأَرضُ نفْسُها: نَبَتْ عليها(١)؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في معنى الكراهة:
  إذا اعْتَنَفَتْني بَلْدةٌ، لم أَكن لها ... نَسِيّاً، ولم تُسْدَدْ عليَّ المَطالِبُ
  أَبو عبيد: اعْتَنَفْتُ الشيء كَرهْتُه ووجدت له عليَّ مشقَّة وعُنْفاً.
  واعْتَنَفْت الأَمر اعْتِنافاً: جَهِلْته؛ وأَنشد قول رؤبة:
  بأَرْبعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَفْقا
  أَي لا يَجْهَلن شدّة العَدْو.
  قال: واعتفْتُ الأَمْر اعْتِنافاً أَي أَتَيْتُه ولم يكن لي به علم؛ قال أَبو نُخَيْلةَ:
  نَعَيْتُ امْرَأً زَيْناً إذا تُعْقَدُ الحُبى ... وإن أُطْلِقَتْ، لم تَعْتَنِفْه الوَقائعُ
  يريد: لم تَجِدْه الوقائعُ جاهلاً بها.
  قال الباهلي: أَكلت طَعاماً فاعْتَنَفْتُه أَي أَنكرْتُه، قال الأَزهري: وذلك إذا لم يُوافِقْه.
  ويقال: طريق مُعْتَنِفٌ أَي غيرُ قاصِدٍ.
  وقد اعْتَنَفَ اعْتِنافاً إذا جارَ ولم يَقْصِد، وأَصله من اعتنفْت الشيءَ إذا أَخذْته أَو أَتيته غير حاذق به ولا عالم.
  وهذه إبل مُعْتَنِفة إذا كانت في بلد لا يُوافِقُها.
  والتعْنِيفُ: التَّعْيير واللَّوم.
  وفي الحديث: إذا زَنت أَمةُ أَحدكم فليَجْلدْها ولا يُعَنِّفْها التعْنِيفُ: التوْبيخُ والتقْريعُ واللَّوم؛ يقال: أَعْنَفْته وعَنَّفْته، معناه أَي لا يجمَع عليها بين الحَدّ والتوْبيخ؛ قال الخطابي: أَراد لا يَقْنَعُ بتَوْبيخها على فِعْلها بل يُقيم عليها الحدّ لأَنهم كانوا لا ينكرون زِنا الإِماء ولم يكن عندهم عَيْباً؛ وقوله أَنشده اللحياني:
  فقَذَفَتْ ببيْضةٍ فيها عُنُفْ
  فسره فقال: فيها غِلَظٌ وصَلابة.
  وعُنْفُوانُ كلِّ شيء: أَوّله، وقد غَلب على الشباب والنبات؛ قال عدي بن زيد العبادي:
  أَنْشَأْتَ تَطَّلِبُ الذي ضَيَّعْتَه ... في عُنْفُوانِ شَبابِك المُتَرَجْرجِ
  قال الأَزهري: عُنفوان الشباب أَوّلُ بَهْجته، وكذلك عُنْفُوان النبات.
  يقال: هو في عُنفوان شبابه أَي أَوَّله؛ وأَنشد ابن بري:
  رأَتْ غُلاماً قد صَرَى في فِقْرَتِه ... ماءَ الشَّبابِ عُنْفوانَ سَنْبَتِه(٢)
  وفي حديث معاوية: عُنْفُوانَ المَكْرَعِ أَي أَوَّلَه.
  وعُنْفُوان: فُعْلوان من العُنْف ضد الرفق، قال: ويجوز أَن يكون الأَصل فيه أُنْفُوان من ائتَنَفْت الشيء واسْتَأْنَفْته إذا اقْتَبَلْتَه فأَقبل إذا ابْتَدأْتَه، فقلبت الهمزة عيناً فقيل عُنفوان، قال: وسمعت بعض تميم يقول اعْتنفْت الأَمر بمعنى ائتَنَفْته.
  واعْتَنَفْنا المَراعِيَ أَي رَعَينا أُنُفَها، وهذا كقولهم: أَعن تَرَسّمْت، في موضع أَأَن تَرَسمت.
  وعُنْفُوانُ الخَمر: حِدَّتُها.
  والعُنْفوان: ما سال من العنب من غير اعْتِصار.
  والعُنْفُوة: يبِيس النَّصيّ وهو قطعة من الحَليّ.
(١) قوله [نبت عليها الخ] كذا في الأصل، وعبارة القاموس وشرحه: واعتنفتني الأَرض نفسها: نبت ولم توافقني.
(٢) قوله [رأت غلاماً] كذا بالأصل، والذي في الصحاح في مادة صرى: رب غلام قد الخ.