لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 266 - الجزء 9

  الغَرْفة وغيره من لِحاء الشجر.

  قال أَبو منصور: والغَرْف الذي يُدْبغ به الجلود معروف من شجر البادية، قال: وقد رأَيته، قال: والذي عندي أَن الجلود الغَرْفية منسوبة إلى الغَرْف الشَّجر لا إلى ما يُغْرف باليد.

  قال ابن الأَعرابي: والغَرَف الثُّمام بعينه لا يُدبغ به؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله ابن الأَعرابي صحيح.

  قال أَبو حنيفة: إذا جف الغَرَف فمضغْتَه شَبَّهْتَ رائحته برائحة الكافور.

  وقال مرة: الغَرْف، ساكنة الراء، ما دُبغ بغير القَرَظ، وقال أَيضاً: الغرْف، ساكنة الراء ضروب تُجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً.

  وقال الأَصمعي: الغرْف، بإسكان الراء، جلود يؤتى بها من البحرين.

  وقال أَبو خَيْرة: الغَرْفية يمانية وبَحْرانية، قال: والغَرَفية، متحركة الراء، منسوبة إلى الغَرَف.

  ومزادة غَرْفية: مدبوغة بالغَرْف؛ قال ذو الرمة:

  وَفْراء غَرْفيةٍ أَثْأَى خَوارِزُها ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكُتَبُ

  يعني مزادة دبغت بالغَرْف؛ ومُشَلشَل: من نعت السَّرَب في قوله:

  ما بالُ عينك منها الماء يَنْسَكبُ ... كأَنَّه من كُلَى مَفْرِيَّة سَرَبُ؟

  قال ابن دريد: السرَبُ الماء يُصَبُّ في السِّقاء ليدبغ فتغْلُظ سُيوره؛ وأَنشد بيت ذي الرمة وقال: من روى سرب، بالكسر، فقد أَخطأَ وربما جاء الغرف بالتحريك؛ وأَنشد:

  ومَرِّ الرّيح بالغَرَف

  قال ابن بري: قال علي بن حمزة قال ابن الأَعرابي: الغَرْف ضروب تجمع، فإذا دبغ بها الجلد سمي غَرْفاً.

  أَبو حنيفة: والغَرَف شجر تُعمل منه القِسِيّ ولا يدبُغ به أَحد.

  وقال القزاز: يجوز أَن يدبغ بورقه وإن كانت القِسِيُّ تُعمل من عيدانه.

  وحكى أَبو محمد عن الأَصمعي: أَن الغرْف يدبغ بورقه ولا يدبغ بعيدانه؛ وعليه قوله: وفْراء غَرْفية؛ وقيل: الغرفية ههنا المَلأَى، وقيل: هي المدبوغة بالتمر والأَرْطى والملحِ، وقال أَبو حنيفة: مزادة غرَفية وقرْبة غرفية؛ أَنشد الأَصمعي:

  كأَنَّ خُضْرَ الغَرَفِيّاتِ الوُسُعْ ... نيطتْ بأَحْقى مُجَرْئشَّاتِ هُمُعْ

  وغَرَفْت الجلد: دَبَغْته بالغرف.

  وغَرِفَت الإِبل، بالكسر، تَغْرَفُ غَرَفاً: اشتكت من أَكل الغَرَف.

  التهذيب: وأَما الغَريف فإنه الموضع الذي تكثر فيه الحَلْفاء والغَرْف والأَباء وهي القصب والغَضا وسائر الشجر؛ ومنه قول امرئ القيس:

  ويَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ يُوقِدُها ... بغَضَا الغَرِيفِ، فأَجْمَعَتْ تَغْلي

  وأَما الغِرْيَفُ فهي شجرة أُخرى بعينها.

  والغِرْيَفُ، بكسر الغين وتسكين الراء: ضرب من الشجر، وقيل: من نبات الجبل؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاحِ في صفة نخل:

  إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها ... زانَ جَنابي عَطَنٌ مُعْصِفُ

  مَعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبَّاره ... بِحافَتَيْه، الشُّوعُ والغِرْيَفُ

  قال أَبو حنيفة: قال أَبو نصر الغِرْيَفُ شجر خَوّار مثل الغَرَبِ، قال: وزعم غيره أَن الغِرْيف البرْدِيّ؛