لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 265 - الجزء 9

  وخَريع مَنصوب بتمرّ أَي تمرّ على الوِراكِ مِشْفراً خَريع النَّعْو؛ والنَّعْوُ شَقُّ المِشفر وجعله خَلَقاً لنعُومته.

  وقال اللحياني: الغَريفة في هذا البيت النعْل الخلق، قال: ويقال لنعل السيف إذا كان من أَدَم غَريفة أَيضاً.

  والغَريفةُ والغَريفُ: الشجر المُلْتَفُّ، وقيل: الأَجَمَةُ من البَرْدِيِّ والحَلْفاء والقَصَبِ؛ قال أَبو حنيفة: وقد يكون من السَّلَمِ والضَّالِ؛ قال أَبو كبير:

  يأْوي إلى عُظْمِ الغَريف، ونَبْلُه ... كسَوامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّر

  وقيل: هو الماء الذي في الأَجَمة؛ قال الأَعشى:

  كبَرْدِيّة الغِيلِ، وَسْطُ الغَريف ... قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

  السَّريرُ: ساق البَرْديّ.

  قال الأَزهري: أَما ما قال الليث في الغريف إنه ماء الأَجَمةِ فهو باطل.

  والغَريفُ: الأَجمة نفْسُها بما فيها من شجرها.

  والغَريف: الجماعةُ من الشجر المُلْتفّ من أَي شجر كان؛ قال الأَعشى:

  كبردية الغِيل، وسط الغريف ... ساقَ الرِّصافُ إليه غَديرا

  أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: عجز بيت الأَعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير البيتين:

  كبردية الغيل، وسط الغريف ... إذا خالط الماء منها السُّرورا

  والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو:

  أَوِ اسْفَنْطَ عانَةَ بَعْدَ الرُّقادِ ... ساقَ الرِّصافُ إليه غديرا

  والغَرْفُ والغَرَفُ: شجر يدبغ به، فإذا يبس فهو الثُّمام، وقيل: الغَرَف من عِضاه القياس وهو أَرَقُّها، وقيل: هو الثمام ما دام أَخضر، وقيل: هو الثمام عامّة؛ قال الهذلي:

  أَمْسَى سُقامٌ خَلاءً لا أَنِيسَ به ... غَيرُ الذِّئابِ، ومَرّ الرِّيح بالغَرَف

  سقامٌ: اسم واد، ويروى غير السباع؛ وأَنشد ابن بري لجرير:

  يا حَبّذا الخَرْجُ بين الدَّامِ والأُدَمى ... فالرِّمْثُ من بُرْقة الرَّوْحانِ فالغَرَفُ

  الأَزهري: الغَرْف، ساكن الراء، شجرةٌ يدبغ بها؛ قال أَبو عبيد: هو الغَرْفُ والغلف، وأَمّا الغَرَفُ فهو جنس من الثُّمام لا يُدبغ به.

  والثُّمام أَنواع: منه الغَرَف وهو شَبيه بالأَسَل وتُتّخذ منه المَكانس ويظلَّل به المزادُ فيُبَرِّد الماء؛ وقال عمرو ابن لَجإٍ في الغَرْف:

  تَهْمِزه الكَفُّ على انْطِوائها ... هَمْز شَعِيب الغَرفِ من عَزْلائها

  يعني مَزادةً دُبغت بالغَرْف.

  وقال الباهِليُّ في قول عمرو بن لجإ: الغَرْف جلود ليست بقَرَظِية تُدْبغ بهَجَر، وهو أَن يؤخذ لها هُدْب الأَرْطى فيوضع في مِنْحاز ويُدَقّ، ثم يُطرح عليه التمر فتخرج له رائحة خَمْرة، ثم يغرف لكل جلد مقدار ثم يدبغ به، فذلك الذي يُغرف يقال له الغَرْف، وكلُّ مِقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغَرْف، واحده وجميعه سواء، وأَهل الطائف يسمونه النَّفْس.

  وقال ابن الأَعرابي: يقال أَعْطِني نَفْساً أَو نَفْسَيْن أَي دِبْغةً من أَخْلاطِ الدِّباع يكون ذلك قدر كف من