لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 281 - الجزء 9

  من القَرَف التَّلَفَ.

  قال ابن الأَثير: القَرَف ملابسة الداء ومداناة المرض، والتَّلَف الهلاك؛ قال: وليس هذا من باب العَدْوى وإنما هو من باب الطِّبِّ، فإن استصلاح الهواء من أَعون الأَشياء على صحة الأَبدان، وفساد الهواء من أَسرع الأَشْياء إلى الأَسقام.

  والقِرْفة: الهُجْنة.

  والمُقْرِفُ: الذي دانى الهُجْنة من الفرس وغيره الذي أُمه عربية وأَبوه ليس كذلك لأَن الإِقْراف إنما هو من قِبَل الفَحْل، والهُجْنَة من قِبَل الأُم.

  وفي الحديث: أَنه رَكِبَ فرساً لأَبي طلحة مُقْرِفاً؛ المُقْرِفُ من الخيل الهَجين وهو الذي أُمه بِرْذَوْنةٌ وأَبوه عَربي، وقيل بالعكْس، وقيل: هو الذي دانى الهجنة من قِبَل أَبيه، وقيل: هو الذي دانى الهجنة وقارَبَها؛ ومنه حديث عمر، ¥: كتَبَ إلى أَبي موسى في البَراذين: ما قارَفَ العِتاق منها فاجعل له سهماً واحداً، أَي قارَبَها وداناها.

  وأَقْرَفَ الرجلُ وغيره: دَنا من الهُجْنَة.

  والمُقْرِف أَيضاً: النَّذْل؛ وعليه وُجّه قوله:

  فإن يَكُ إقْرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ

  وقالوا: ما أَبْصَرَتْ عَيْني ولا أَقْرَفَتْ يدي أَي ما دنَتْ منه، ولا أَقْرَفْتُ لذلك أَي ما دانيتُه ولا خالطت أَهله.

  وأَقْرَفَ له أَي داناه؛ قال ابن بري: شاهده قول ذي الرمة:

  نَتوج، ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتَنى له ... إذا نُتِجَتْ ماتَتْ وحَيَّ سَليلُها

  لم تُقْرِفْ: لم تُدانِ ماله مُنْية.

  والمُنْية: انتِظار لَقْح الناقة من سبعة أَيام إلى خمْسة عَشَر يوماً.

  ويقال: ما أَقْرَفَتْ يدي شيئاً مما تَكرَه أَي ما دانَت وما قارَفَتْ.

  ووَجْه مُقْرِفٌ: غيرُ حَسَن؛ قال ذو الرمة:

  تُريكَ سُنَّةَ وَجْه غيرَ مُقْرِفةٍ ... مَلْساءَ، ليس بها خالٌ ولا نَدَبُ

  والمُقارفة والقِراف: الجماع.

  وقارَف امرأَته: جامعها.

  ومنه حديث عائشة، ^: إنْ كان النبي، ، لَيُصْبِح جُنُباً من قِرافٍ غير احتلام ثم يصومُ، أَي من جماع.

  وفي الحديث في دَفْن أُم كُلثوم: من كان منكم لم يُقارِف أَهله الليلة فليَدْخُل قبرَها.

  وفي حديث عبد اللَّه بن حُذافة: قالت له أُمه: أَمِنْتَ أَن تكون أُمُّك قارَفَتْ بعض ما يقارِف أَهلُ الجاهلية، أَرادت الزنا.

  وفي حديث عائشة: جاء رجل إلى رسول اللَّه، ، فقال: إني رجل مِقْرافٌ للذنوب أَي كثير المباشرة لها، ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة.

  والقَرْف: وِعاء من أَدَمٍ، وقيل: يُدبَغُ بالقِرفة أَي بقُشور الرمان ويُتَّخذ فيه الخَلْع.

  وهو لحم يُتَّخذ بتوابِلَ فيُفْرَغُ فيه، وجمعه قُرُوف؛ قال مُعقِّر بن حِمار البارِقيّ:

  وذُبْيانيَّة وصَّت بنيها: ... بأَنْ كذَبَ القَراطِفُ والقُرُوفُ

  أَي عليكم بالقَراطِف والقُروف فاغْنموها.

  وفي التهذيب: القَرْف شيء من جُلود يُعمل فيه الخَلْع، والخَلع: أَن يُؤخذ لحمُ الجَزُور ويُطبَخَ بشحمه ثم تُجعل فيه توابلُ ثم تُفْرغ في هذا الجلد.

  وقال أَبو سعيد في قوله كذَب القراطف والقروف قال: القَرْف الأَديم، وجمعه قُروفٌ.

  أَبو عمرو: القُروف الأَدَم الحُمر، الواحد قَرْف.

  قال: والقُروف والظُّروف بمعنًى واحد.

  وفي الحديث: لكل عَشْر من السرايا ما