لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 307 - الجزء 9

  فليت حَظِّي من نَداكَ الضَّافي ... والنفع أَن تَتْرُكَني كَفافِ

  والكَفُّ: الرِّجلة حكاه أَبو حنيفة يعني به البَقْلة الحمقاء.

  كلف: الكلَف: شيء يعلو الوجه كالسِّمسم.

  كَلِفَ وجهُه يَكْلَفُ كلَفاً، وهو أَكلف: تغيَّر.

  والكلَف والكُلْفَةُ: حُمْرة كَدرة تعلو الوجه، وقيل: لون بين السواد والحمرة، وقيل: هو سواد يكون في الوجه، وقد كَلِفَ.

  وبعير أَكلَف وناقة كلْفاء وبه كُلْفة، كلُّ هذا في الوجه خاصة، وهو لون يعلو الجلد فيغير بشرته.

  وثور أَكلف وخدّ أَكلَفُ: أَسفَع؛ قال العجاج يصف الثور:

  عن حَرْفِ خَيْشومٍ وخَدٍّ أَكْلَفا

  ويقال للبَهَق الكَلَف.

  والبعير الأَكلف: يكون في خديه سواد خَفيّ.

  الأَصمعي: إذا كان البعير شديد الحمرة يخلِط حُمرته سواد ليس بخالص فتلك الكلفة.

  ويقال: كُمَيْت أَكلف للذي كلِفَت حُمرته فلم تَصْفُ ويرى في أَطراف شعره سواد إلى الاحتراق ما هو.

  والكَلْفاء: الخمر التي تشتد حُمرتها حتى تضرب إلى السواد.

  شمر وغيره: من أَسماء الخمر الكَلْفاء والعَذْراء.

  وكَلِف بالشيء كلَفاً وكُلْفة، فهو كلِفٌ ومُكلَّف: لهِج به.

  أَبو زيد: كَلِفْت منك أَمْراً كلَفاً.

  وكلِفَ بها أَشَدَّ الكَلَفِ أَي أَحَبَّها.

  ورجل مِكْلاف: مُحِبّ للنساء.

  والمُكلَّف والمُتكلِّف: الوقّاعُ فيما لا يَعْنيه.

  والمُتكلِّف: العِرِّيض لما لا يعنيه.

  الليث: يقال كلِفْت هذا الأَمْر وتكلَّفْتُه.

  والكُلْفةُ: ما تكلَّفْت من أَمر في نائبة أَو حق.

  ويقال: كلِفْتُ بهذا الأَمر أَي أُولِعْتُ به.

  وفي الحديث: اكلَفُوا من العمل ما تُطيقون، هو من كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته.

  وفي الحديث: عثمان كَلِفٌ بأَقاربه أَي شديدُ الحبّ لهم.

  والكلَف: الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة.

  وكلَّفه تكليفاً أَي أَمره بما يشق عليه.

  وتكلَّفت الشيء: تجشَّمْته على مشقَّة وعلى خلاف عادتك.

  وفي الحديث أَراك كلِفْت بعلم القرآن، وكلِفْته إذا تحمَّلته.

  ويقال: فلان يتكلف لإِخوانه الكُلَف والتكاليف.

  ويقال: حَمَلْت الشيء تَكْلِفة إذا لم تُطقه إلا تكلُّفاً، وهو تَفْعِلةٌ.

  وفي الحديث: أَنا وأُمتي بُراءٌ من التكلُّف.

  وفي حديث عمر، ¥: نُهِينا عن التكلُّف؛ أَراد كثرة السؤال والبحثَ عن الأَشياء الغامضة التي لا يجب البحث عنها والأَخذَ بظاهر الشريعة وقبولَ ما أَتت به.

  ابن سيده: كَلِفَ الأَمرَ وكلفَه تجشَّمه⁣(⁣١) على مشقَّة وعُسْرة؛ قال أَبو كبير:

  أَزُهَيْرُ، هل عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ ... أَم لا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟

  وهي الكُلَف والتكالِف، واحدتها تَكلِفة؛ وقوله:

  وهُنَّ يَطْوِينَ على التكالِف ... بالسَّوْمِ، أَحياناً، وبالتقاذُف

  قال ابن سيده: يجوز أَن يكون من الجمع الذي لا واحد له، ويجوز أَن يكون جمع تَكْلفة؛ ورواه ابن جني:

  وهن يطوين على التكالُف


(١) قوله [وكلفه تجشمه] كذا بالأصل مخففاً، ولعله كلف الأَمر وتكلفه تجشمه كما يرشد إليه الشاهد بعد.