لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 465 - الجزء 1

  سَرَباً، أَي سبيل الحوت طريقاً لنفسِه، لا يَحِيدُ عنه.

  المعنى: اتخذ الحوتُ سبيلَه الذي سَلَكَه طريقاً طَرَقَه.

  قال أَبو حاتم: اتخذ طريقَه في البحر سَرباً، قال: أَظُنُّه يريد ذَهاباً كسَرِب سَرَباً، كقولك يَذهَب ذَهاباً.

  ابن الأَثير: وفي حديث الخضر وموسى، @: فكان للحوت سَرَباً؛ السَّرَب، بالتحريك: المَسْلَك في خُفْيةٍ.

  والسُّرْبة: الصَّفُّ من الكَرْمِ.

  وكلُّ طريقةٍ سُرْبةٌ.

  والسُّرْبة، والمَسْرَبةُ، والمَسْرُبة، بضم الراءِ، الشَّعَر المُسْتدَقُّ، النابِت وَسَطَ الصَّدْرِ إِلى البطنِ؛ وفي الصحاح: الشَّعَر المُسْتَدِقُّ، الذي يأْخذ من الصدرِ إِلى السُّرَّة.

  قال سيبويه: ليست المَسْرُبة على المكان ولا المصدرِ، وإِنما هي اسم للشَّعَر؛ قال الحرث بنُ وَعْلة الذُّهْلي:

  أَلآنَ لمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي ... وعَضَضْتُ، من نابي، على جِذْمِ

  وحَلَبْتُ هذا الدَّهْرَ أَشْطُرَه ... وأَتَيْتُ ما آتي على عِلْمِ

  تَرْجُو الأَعادي أَن أَلينَ لها ... هذا تَخَيُّلُ صاحبِ الحُلْمِ

  قوله:

  وعَضَضْتُ، من نابي، عَلى جِذْمِ

  أَي كَبِرْتُ حتى أَكَلْت على جِذْم نابي.

  قال ابن بري: هذا الشعر ظنَّه قوم للحرث بن وَعْلة الجَرْمي، وهو غلط، وإِنما هو للذُّهلي، كما ذكرنا.

  والمَسْرَبة، بالفتح: واحدة المَسارِبِ، وهي المَراعِي.

  ومَسارِبُ الدوابِّ: مَراقُّ بُطونِها.

  أَبو عبيد: مَسْرَبَة كلِّ دابَّةٍ أَعالِيه من لَدُن عُنُقِه إِلى عَجْبِه، ومَراقُّها في بُطونِها وأَرْفاغِها؛ وأَنشد:

  جَلال، أَبوه عَمُّه، وهو خالُه ... مَسارِبُه حُوٌّ، وأَقرابُه زُهْرُ

  قال: أَقْرابُه مَراقُّ بُطُونه.

  وفي حديث صفةِ النبيّ، : كان دَقِيقَ المَسْرُبَة؛ وفي رواية: كانَ ذا مَسْرُبَة.

  وفلانٌ مُنْساحُ السرب: يُريدون شَعر صَدْرِه.

  وفي حديث الاسْتِنْجاءِ بالحِجارة: يَمْسَحُ صَفْحَتَيْه بحَجَرَيْن، ويَمْسَحُ بالثَّالِثِ المَسْرُبة؛ يريدُ أَعْلى الحَلْقَة، هو بفتح الراءِ وضمِّها، مَجْرَى الحَدَث من الدُّبُر، وكأَنها من السِّرْب المَسْلَك.

  وفي بعض الأَخبار: دَخَل مَسْرُبَتَه؛ هي مثلُ الصُّفَّة بين يَدَي الغُرْفَةِ، ولَيْسَتْ التي بالشين المعجمة، فإِنَّ تِلك الغُرْفَةُ.

  والسَّرابُ: الآلُ؛ وقيل: السَّرابُ الذي يكونُ نِصفَ النهارِ لاطِئاً بالأَرضِ، لاصقاً بها، كأَنه ماءٌ جارٍ.

  والآلُ: الذي يكونُ بالضُّحَى، يَرفَعُ الشُّخُوصَ ويَزْهَاهَا، كالمَلا، بينَ السماءِ والأَرض.

  وقال ابن السكيت: السَّرابُ الذي يَجْرِي على وجه الأَرض كأَنه الماءُ، وهو يكونُ نصفَ النهارِ.

  الأَصمعي: الآلُ والسَّرابُ واحِدٌ، وخالَفه غيرُه، فقال: الآلُ من الضُّحَى إِلى زوالِ الشمسِ؛ والسَّرَابُ بعدَ الزوالِ إِلى صلاة العصر؛ واحْتَجُّوا بإِنَّ الآل يرفعُ كلَّ شيءٍ حتى يصِير آلاً أَي شَخْصاً، وأَنَّ السَّرابَ يَخْفِضُ كلَّ شيءٍ حتى يَصِيرَ لازِقاً بالأَرض، لا شَخْصَ له.

  وقال يونس: تقول العرب: الآلُ من غُدوة إِلى ارْتفاع الضُّحَى الأَعْلى، ثم هو سرابٌ سائرَ اليومِ.

  ابن السكيت: الآلُ الذي يَرْفَع الشُّخوصَ، وهو يكون بالضُّحَى؛ والسرابُ الذي يَجْري على وجه الأَرض، كأَنه الماءُ، وهو نصفُ النهارِ؛ قال الأَزهري: وهو الذي رأَيتُ العرب بالبادية يقولونه.

  وقال أَبو الهيثم: سُمِّيَ السَّرابُ سَراباً، لأَنَّه يَسْرُبُ سُروباً أَي يَجْري جَرْياً؛