لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 466 - الجزء 1

  يقال: سَرَب الماءُ يَسْرُب سُروباً.

  والسَّريبة: الشاة التي تصدرها، إِذا رَوِيَت الغَنَم، فتَتْبَعُها.

  والسَّرَبُ: حَفِير تحتَ الأَرض؛ وقيل: بَيْتٌ تحتَ الأَرضِ؛ وقد سَرَّبْتُه.

  وتَسْريبُ الحَافِرِ: أَخْذُه في الحَفْرِ يَمْنَة ويَسْرَة.

  الأَصمعي: يقال للرجل إِذا حَفر: قد سَرَب أَي أَخذ يميناً وشمالاً.

  والسَّرَب: جُحْر الثَّعْلَبِ، والأَسَد، والضَّبُعِ، والذِّئْبِ.

  والسَّرَب: الموضعُ الذي قَدْ حَلَّ فيه الوحشِي، والجمع أَسْرابٌ.

  وانْسَرَب الوَحْشِي في سَرَبه، والثعلب في جُحْرِه، وتَسَرَّبَ: دخل.

  ومَسارِب الحَيَّاتِ: مَواضِعُ آثارها إِذا انْسابَتْ في الأَرض على بُطُونِها.

  والسَّرَبُ: القَناةُ الجَوْفاءُ التي يدخل منها الماءُ الحائِطَ.

  والسَّرَب، بالتحريك: الماءُ السائِلُ.

  ومِنهم مَن خَصَّ فقال: السائِلُ من المَزادَة ونحوها.

  سَرِبَ سَرَباً إِذا سالَ، فهو سَرِبٌ، وانْسَرَب، وأَسْرَبَه هو، وسَرَّبَه؛ قال ذو الرمة:

  ما بالُ عَيْنِكَ، منها الماءُ، يَنْسَكِبُ؟ ... كأَنَّه، منْ كُلى مَفْرِيَّةٍ، سَرَبُ

  قال أَبو عبيدة: ويروى بكسر الراءِ؛ تقول منه سَرِبَت المَزادة، بالكسر، تَسْرَب سرَباً، فهي سَرِبَةٌ إِذا سَالَت.

  وتَسْريبُ القِرْبة: أَن يَنْصَبَّ فيها الماءُ لتَنْسَدَّ خُرَزُها.

  ويقال: خرجَ الماءُ سَرِباً، وذلك إِذا خرج من عُيونِ الخُرَزِ.

  وقال اللحياني: سَرِبَتِ العَيْنُ سَرَباً، وسَرَبَتْ تَسْرُبُ سُروباً، وتَسَرَّبَت: سالَتْ.

  والسَّرَبُ: الماءُ يُصَبُّ في القِرْبة الجديدة، أو المَزادةِ، ليَبْتَلَّ السَّيْرُ حتى يَنْتَفِخَ، فتَسْتَدَّ مواضع الخَرْزِ؛ وقد سَرَّبَها فَسَرِبَتْ سَرَباً.

  ويقال: سَرِّبْ قِرْبَتَك أَي اجعلْ فيها ماءً حتى تَنْتَفِخَ عيونُ الخُرَز، فتَستَدَّ؛ قال جرير:

  نَعَمْ، وانْهَلَّ دَمْعُكَ غيرَ نَزْرٍ ... كما عَيَّنْت بالسَّرَبِ الطِّبابَا

  أَبو مالك: تَسَرَّبْتُ من الماءِ ومن الشَّرابِ أَي تَمَّلأْتُ.

  وطَريقٌ سَرِبٌ: تَتابَعَ الناسُ فيه؛ قال أَبو خِراشٍ:

  في ذَاتِ رَيْدٍ، كزلق الرخ مُشْرِفَةٍ ... طَريقُها سَرِبٌ، بالناسِ دُعْبُوبُ⁣(⁣١)

  وتَسَرَّبُوا فيه: تَتابَعُوا.

  والسَّرْبُ: الخَرْزُ، عن كُراعٍ.

  والسَّرْبةُ: الخَرْزة.

  وإِنَّكَ لتُريدُ سَرْبةً أَي سَفَراً قريباً، عن ابن الأَعرابي.

  شمر: الأَسْرابُ من الناسِ: الأَقاطِيعُ، واحدها سِرْبٌ؛ قال: ولم أَسْمَعْ سِرْباً في الناسِ، إِلا للعَجّاجِ؛ قال:

  ورُبَّ أَسْرابِ حَجِيجٍ نظمِ

  والأُسْرُبُ والأُسْرُبُّ: الرَّصاصُ، أَعْجَمِيٌّ، وهو في الأَصْل سُرْبْ.

  والأُسْرُبُ: دُخانُ الفِضَّةِ، يَدخُلُ في الفَمِ والخَيْشُومِ والدُّبُرِ فيُحْصِرُه، فرُبَّما أَفْرقَ،


(١) قوله [كزلق الرخ الخ] هكذا في الأَصل ولعله كرأس الزج.