لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 345 - الجزء 9

  لا غَناء عنده.

  والهِجفُّ: الظليم الجافي الكثيرُ الزِّفِّ، والهِزَفُّ مثله، وقيل: الهجفّ الظليم المُسِنُّ؛ قال ابن أَحمر:

  وما بَيْضاتُ ذِي لِبَدٍ هِجَفٍّ ... سُقِينَ بزاجَلٍ، حتى رَوِينا

  قال ابن دريد: وسأَلت أَبا حاتم عن قول الراجز:

  وجَفَرَ الفَحْلُ فأَضْحى قد هَجَفْ ... واصْفَرَّ ما اخْضَرَّ من البقْل وجفْ

  فقلت: ما هَجَف؟ فقال: لا أَدري، فسأَلت التَّوَّزِيّ فقال: هَجَف لحقت خاصرتاه بجنبيه؛ وأَنشد فيه بيتنا.

  الجوهري: الهِجَفُّ من النعام ومن الناس الجافي الثقيل؛ قال الكميت:

  هو الأَضْبَط الهوّاسُ فينا شَجاعةً ... وفِيمَنْ يُعاديه الهِجَفُّ المُثقَّلُ

  وانْهَجَفَ الظبْي والإِنسان والفرس: انْغرفَ من الجوع والمرض وبدت عِظامه من الهُزال وانْعَجَف.

  وهَجِفَ هَجَفاً إذا جاع، وقيل: هجف إذا جاع واسترخى بطنه.

  أَبو سعيد: العَجْفةُ والهَجْفَةُ⁣(⁣١) واحد وهو من الهزال؛ وأَنشد لكعب بن زهير:

  مُصَعْلَكاً مُغْرَباً أَطرافُه هَجْفا

  ابن بري: والأَهْجَفُ الضامر، والأُنثى هَجْفاء قال:

  تَضْحَكُ سَلْمى، أَن رأَتْني أَهْجَفا ... نِضْواً، كأَشلاء اللِّجام أَهْيَفا

  والهِجَفُّ والهَجَفْجَفُ: الرَّغِيبُ البطْن؛ قال:

  قد عَلِمَ القومُ بنو طَريف ... أَنك شيخٌ صَلِفٌ ضَعِيف،

  هَجَفْجَفٌ لضِرْسه حَفِيف

  هجنف: ظَليم هَجَنَّفٌ: جافٍ.

  هدف: الأَزهري: روى شمر بإسناد له أَن الزبير وعمرو ابن العاص اجتمعا في الحِجْر فقال الزبير: أَمّا واللَّه لقد كنتَ أَهْدَفْت لي يوم بَدْر ولكني استَبْقَيْتك لمثل هذا اليوم، فقال عمرو: وأَنت واللَّه لقد كنت أَهدفت لي وما يسُرُّني أَنَّ لي مِثْلَك بفَرَّتي منك؛ قال شمر: قوله أَهْدَفْت لي، الإِهدافُ الدُّنو منك والاستقبال لك والانتصاب.

  يقال: أَهْدف لي الشيءُ، فهو مُهْدِفٌ، وأَهدَفَ لك السحابُ والشيء إذا انتصب؛ وأَنشد:

  ومِنْ بني ضَبّةَ كَهْفٌ مِكْهَفُ ... إنْ سال يوماً جَمْعُهم وأَهدَفُوا

  وقال: الإِهْدافُ الدنو.

  أَهدف القوم أَي قَرُبوا.

  وقال ابن شميل والفرّاء: يقال لمّا أَهْدَفَتْ لي الكُوفة نزلْت، ولما أَهْدَفَتْ لهم تقَرَّبوا.

  وكل شيء رأَيته قد استقْبلك استقبالًا، فهو مُهْدِف ومُسْتَهدِف.

  وقد استهدف أَي انتصب، ومن ذلك أُخذ الهَدَفُ لانتصابه لمن يَرْمِيه؛ وقال الزَّفَيان السَّعدي يذكر ناقته:

  تَرْجُو اجْتِبارَ عَظْمِها، إذْ أَزْحَفَتْ ... فأَمْرَعَتْ، لمّا إليك أَهْدَفَتْ

  أَي قَرُبَتْ ودَنَت.

  وفي حديث أَبي بكر: قال له ابنه عبد الرحمن: لقد أَهدفْت لي يوم بدر فضِفْت


(١) قوله [العجفة والهجفة الخ] كذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة القاموس: والهجفة، كفرحة، العجفة، قال شارحه: وهو من الهزال، قال كعب بن زهير الخ.