لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 359 - الجزء 9

  قال: هكذا قيده بفرقم، يريد الحَشفةَ بالفاء والقاف:

  إذا انْتَشَرَتْ حَسِبْتَها ذاتَ هَضْبةٍ ... تَرَمَّزُ في أَلغازِها وتَرَدَّدُ

  وروى عَرْقم قال: وأَنا واقف فيه.

  والقَسْبرة: النكاح.

  والوغْف: السُّرْعة، وقيل: سرعة العدْو؛ وأَنشد:

  وأَوْغَفَتْ شَوارِعاً وأَوْغَفا

  وقد أَوْغَفَ إذا سار سيراً مُتْعِباً.

  وأَوْغَفَ إذا عَمِشَ.

  وأَوْغَفَ إذا أَكل من الطعام ما يكفيه.

  والإِيغافُ: سُرعة ضَرب الجناحين.

  والإِيغاف: سرعة العَدو.

  وقال أَبو عمرو: الإِيغاف التحرُّك.

  وأَوغفَتِ المرأَة إيغافاً إذا ارْتَهَزَت عند الجِماع تحت الرجل؛ وأَنشد لرِبْعي الدُّبَيْريّ:

  لمّا دَحاها بمِتَلٍّ كالصَّقْب ... وأَوْغَفَتْ لذاك إيغافَ الكلْب

  قالت: لقد أَصبحْتَ قَرْماً ذا وَطْب ... لما يُديمُ الحُبَّ منه في القَلْب

  والوغْف: قِطْعة أَدم أَو كِساء أَو شيء يُشدّ على بطن التيْس لئلَّا يَنْزُو أَو يشرَب بوله.

  وقف: الوُقوف خلاف الجُلوس، وقَف بالمكان وقْفاً ووُقوفاً، فهو واقف، والجمع وُقْف ووُقوف، ويقال: وقَفتِ الدابةُ تَقِفُ وُقوفاً، ووقَفْتها أَنا وَقْفاً.

  ووقَّفَ الدابةَ: جعلها تَقِف؛ وقوله:

  أَحْدَثُ مَوْقِف من أُم سَلْمٍ ... تَصَدِّيها، وأَصْحابي وُقوفُ

  وُقوفٌ فوقَ عِيسٍ قد أُمِلَّتْ ... بَراهُنَّ الإِناخةُ والوَجِيفُ

  إنما أَراد وُقوف لإِبلهم وهم فوقها؛ وقوله:

  أَحدث موقف من أُم سلم

  إنما أَراد أَحدث مواقفَ هي لي من أُم سلْم أَو من مواقِفِ أُم سلْم، وقوله تَصَدِّيها إنما أَراد مُتصدّاها، وإنما قلت هذا لأُقابل الموقف الذي هو الموضع بالمُتصدَّى الذي هو الموضع، فيكون ذلك مقابلة اسم باسم، ومكان بمكان، وقد يكون موقفي ههنا وُقوفي، فإِذا كان ذلك فالتصدّي على وجهه أَي أَنه مصدر حينئذ، فقابل المصدر بالمصدر؛ قال ابن بري: ومما جاء شاهداً على أَوقفت الدابة قول الشاعر:

  وقولها، والرِّكابُ مُوقَفةٌ: ... أَقِمْ علينا أَخي، فلم أُقِمِ

  وقوله:

  قلت لها: قِفِي لنا، قالت: قافْ

  إنما أَراد قد وقَفْتُ فاكتفى بذكر القاف.

  قال ابن جني: ولو نقل هذا الشاعر إلينا شيئاً من جملة الحال فقال مع قوله قالت قاف: وأَمسكَت زمام بعيرها أَو عاجَته علينا، لكان أَبين لما كانوا عليه وأَدل، على أَنها أَرادت قفي لنا قفي لنا أَي تقول لي قفي لنا متعجبة منه، وهو إذا شاهَدها وقد وقَفَتْ علم أَن قولها قاف إجابةٌ له لا رَدّ لقوله وتعَجُّب منه في قوله قفي لنا.

  الليث: الوَقْف مصدر قولك وقَفْتُ الدابةَ ووقَفْت الكلمة وقْفاً، وهذا مُجاوِز، فإذا كان لازماً قلت وقفَتْ وُقوفاً.

  وإذا وقَّفْت الرجلَ على كلمة قلت: وقَّفْتُه تَوْقيفاً.

  ووقَف الأَرض على المساكين، وفي الصحاح للمساكين، وقْفاً: حبسَها، ووقفْتُ الدابةَ والأَرضَ وكلَّ شيء، فأَما أَوقف في جميع ما تقدّم من الدواب والأَرضين وغيرهما فهي