لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء]

صفحة 24 - الجزء 10

  كل ذلك الكثير الكلام.

  ورجل بَقْباقٌ: هَذِرٌ؛ قال:

  وقد أَقُودُ بالدَّوَى المُزَمَّلِ ... أَخْرَسَ في السَّفْرِ بَقاقَ المَنْزِلِ

  وكذلك البَقْباقُ؛ يقول: إِذا سافر فلا بَيان له، وإِذا أَقام بالمنزل كثُر كلامه، والدَّوَى: الرجل الأَحمق، والمُزَمَّل: المُدَثَّر، والمفعول محذوف تقديره أَقود البعير بالدَّوى، وأَخرسَ حال من الدَّوى، وكذلك بقاق، يصفه بكثرة كلامه في بيته وعِيِّه في المجالس.

  وبقَّت السماءُ بَقّاً وأبقَّت: كثر مطرها وتتابع وجاءَت بمطر شديد.

  وبقَّ يَبُقُّ بَقّاً: أوسع من العطيَّة.

  وبَقَّ لنا العَطاءَ: أَوسَعه؛ قال:

  وبَسطَ الخيْرَ لنا وبَقَّه ... فالخلقُ طُرّاً يأْكلون رِزقَه

  وبقَّ فلان مالَه أي فرَّقه؛ قال الراجز:

  أَم كتَم الفَضْلَ الذي قد بقَّه ... في المسلِمين، جِلَّه ودِقَّه

  والبَقُّ: الواسعُ العريض: قال الأَخطل:

  تَجِدْ أثَراً بَقّاً وعِزّاً خُنابِسا

  وبقَّ الشيءَ يبُقُّه: أَخرج ما فيه؛ وأَنشد بيت الراعي:

  رعت بخفاف حين بقَّ عيابه ... وحلَّ الروايا كل أَسحمَ هاطِلِ

  والبَقاقُ: أَسقاط ما في البيت من المَتاع.

  قال صاحب العين: بلغنا أنَّ عالماً من علماءِ بني إسرائيل وضع للناس سبعين كتاباً من الأَحكام وصُنوف العلم، فأَوحى الله إلى نبي من أَنبيائهم أن قل لفلان إنك قد ملأْت الأَرض بَقاقاً، وإِن الله لم يَقبل من بَقاقِك شيئاً؛ قال الأَزهري: البَقاق كثرة الكلام، ومعنى الحديث أَن الله تعالى لم يقبل مما أَكثرت شيئاً.

  وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، قال لأَبي ذر، ¥: ما لي أَراك لَقّاً بقّاً؟ كيف بك إِذا أَخرجوك من المدينة؟ يقال: رجل لَقاقٌ بقَاقٌ أَي كثير الكلام، ويروى لَقاً بَقاً، بوزن عَصا، وهو تبع للقا المَرْمِيّ المَطْرُوح.

  ويقال للكثير الكلام: بَقْباقٌ.

  ابن الأَعرابي: البَقَقةُ الثَّرْثارُون.

  وبَقَّ الخبرَ بَقّاً: نَشَره وأرسله.

  والبَقْبَقةُ: حكاية صوت كما يُبَقْبِق الكوزُ في الماء.

  يقال: بَقْبَقَ الكوزُ بالماءِ أَي صوَّت.

  وبَقْبَقَتِ القِدر: غَلَت.

  وبَقَّةُ: موضع بالعراق قريب من الحِيرة كان به جَذِيمة الأَبرش قيل إِنه على شاطئ الفُرات؛ قال عَديّ بن زيد:

  دَعا بالبَقَّةِ الأُمراءَ يَوْماً ... جَذِيمةُ، يَسْتَشِير النَّاصِحِينا

  ومنه المثل: خلَّفْتَ الرأْيَ ببقَّةَ، وهذا قول قَصِير بن سَعْد اللَّخْمِيّ لجَذِيمة الأَبْرشِ حين أَشار عليه أَن لا يَسِير إلى الزَّبَّاء، فلما نَدِم على سيره قال قصير ذلك.

  وبَقًة: اسم امرأة؛ وأنشد الأَحمر:

  يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أفْضَلُ من يومِ احْلِقِي وقُومِي

  أَراد بقوله احلقي وقومي في الشدَّة.

  ورقَّصَت امرأَة