لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء]

صفحة 25 - الجزء 10

  طِفْلها فقالت: حُزُّقُّةٌ حُزُّقَّه تَرَقَّ عيْنَ بَقَّه؛ قيل: بقَّة اسم حِصْن، أَرادت اصعَد عينَ بقَّة أَي اعلُها، وقيل: إِنها شبَّهت طِفْلَها بالبَقَّة لصِغر جُثَّته؛ وقوله:

  أَلم تَسْمَعا بالبَقَّتَيْنِ المُنادِيا

  أَراد بقَّةَ الحِصْن ومكاناً آخر معها كما قال:

  ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ ... قَطَعْتُه بالسَّمْتِ لا بالسَّمْتَيْنْ

  بلق: البلَق: بلَقُ الدابة.

  والبَلَقُ: سواد وبياض، وكذلك البُلْقة، بالضم.

  ابن سيده: البَلَق والبُلْقة مصدر الأَبلق ارتفاعُ التحجيل إلى الفخذين، والفعل بَلِقَ يَبْلَقُ بلَقاً وبَلَقَ، وهي قليلة، وابْلَقَّ، فهو أَبْلَقُ.

  قال ابن دريد: لا يعرف في فعله إِلا ابْلاقَّ وابْلَقَّ.

  ويقال للدابة أَبْلَقُ وبَلْقاء، والعرب تقول دابّة أَبلَق؛ وجبل أَبْرَق، وجعل رؤبة الجبال بُلْقاً فقال:

  بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقا ... وظُلْمَة الليلِ نِعافاً بُلْقا

  ويقال: ابْلَقَّ الدابةُ يَبْلَقُّ ابْلِقاقاً وابْلاقَّ ابْلِيقاقاً وابْلَوْلَق ابْلِيلاقاً، فهو مُبْلَقٌّ ومُبْلاقٌّ وأَبلَقُ، قال: وقلَّما تراهم يقولون بَلِقَ يَبْلَقُ كما أنهم لا يقولون دَهِمَ يَدْهَم ولا كَمِتَ يَكْمَت؛ وقولهم:

  ضَرَطَ البَلْقاء جالَتْ في الرَّسَنْ

  يُضرب للباطل الذي لا يكون، وللذي يَعِد الباطل.

  وأَبلَق: وُلِد له وُلْد بُلْق.

  وفي المثل: طلَب الأَبْلَقَ العَقُوقَ؛ يُضرب لمن يَطلُب ما لا يمكن، وقد مضى ذلك في ترجمة أَنق.

  والبَلَقُ: حجر باليمن يُضيء ما وراءه كما يُضيء الزُّجاج.

  والبلَق: البابُ في بعض اللغات.

  وبلَقه يَبْلُقُه بَلْقاً وأَبلَقه: فتحه كله، وقيل: فتحه فتحاً شديداً وأَغلقه، ضدّ.

  وانْبَلَقَ الباب: انْفَتَحَ؛ ومنه قول الشاعر:

  فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنْبَلِق

  وفي حديث زيد: فبُلِقَ الباب أَي فُتح كله.

  يقال: بلَقْتُه فانْبلَق.

  والبَلَق: الفُسْطاط؛ قال امرؤ القيس:

  فلْيأْتِ وسْطَ قِبابه بَلَقِي ... ولْيأْتِ وسطَ قَبِيلِه رَجْلي

  وفي رواية: وليأْت وسط خَمِيسه.

  والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ، والفتح أَعْلى: رملة لا تُنْبِت إلا الرُّخامَى؛ قال ذو الرمة في صفة ثور:

  يَرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسْتظامه ... ببَلُّوقةٍ، إلَّا كبير المَحافِرِ⁣(⁣١)

  أَراد أَنه يستثير الرخامى.

  والبَلُّوقة: ما استوى من الأَرض، وقيل: هي بقعة ليس بها شجر ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قَفر من الأَرض لا يسكنها إِلا الجنّ، وقيل: هو ما استوى من الأَرض.

  الليث: البلُّوقة والجمع البَلالِيقُ، وهي مواضع لا ينبُت فيها الشجر.

  أَبو عبيد: السَّبارِيتُ الأَرَضون التي لا شيء فيها، وكذلك البَلالِيقُ والمَوامِي.

  وقال أَبو خَيْرةَ: البلُّوقة مكان صُلب بين الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه من مساكن الجن.

  الفرّاء: البلوقة أَرض واسعة مُخصبة لا يُشاركك فيها


(١) قوله [يرود الخ] كذا بالأَصل، وبين السطور بخط ناسخ الأَصل فوق مستظامه مستراده، وفي شرح القاموس بدل الراء زاي.