لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 46 - الجزء 10

  وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: خير النساء الحارِقةُ؛ وقال ثعلب: الحارقة هي التي تُقام على أربع، قال: وقال علي، ¥: ما صَبَر على الحارِقةِ إلا أسماء بنتُ عُمَيْسٍ؛ هذا قول ثعلب.

  قال ابن سيده: وعندي أنّ الحارقة في حديث علي، كرم الله وجهه، هذا إنما هو اسم لهذا الضّرْب من الجماع.

  والمُحارَقةُ: المُباضَعةُ على الجَنب؛ قال الجوهري: المُحارَقة المُجامَعة.

  وروي عن علي أنه قال: كذَبَتْكم الحارقة ما قام لي بها إلا أسماء بنت عُميس، وقال بعضهم: الحارقةُ الإِبْراكُ؛ قال الأَزهري في هذا المكان: وأما قول جرير:

  أَمَدَحْتَ، ويْحَكَ مِنْقَراً أَن ألزَقُوا ... بالحارِقَيْنِ، فأرْسَلُوها تَظْلَعُ

  ولم يقل في تفسيره شيئاً.

  وروي عن علي، #، أنه قال: عليكم بالحارقة من النساء فما ثبت لي منهن إلا أسماء؛ قال الأَزهري: كأنه قال عليكم بهذا الضرب من الجماع معهن.

  قال والحارقةُ من السُبع اسم له.

  قال ابن سيده: والحارقة السبع.

  ابن الأَعرابي: الحَرْق الأَكل المُسْتَقْصى.

  والحُرْقُ: الغَضابى من الناس.

  وحَرَقَ الرجلُ إذا⁣(⁣١) ساء خُلقُه.

  والحُرْقَتانِ: تَيْمٌ وسَعد ابنا قَيْسِ بن ثَعْلبة بن عُكابةَ بن صَعْب وهما رَهط الأَعشى؛ قال:

  عجبتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ، كأنّما ... رأوْني نَفِيّاً من إيادٍ وتُرْخُمِ

  وحَراقٌ وحُرَيْقٌ وحُرَيْقاء: أسماء.

  وحُرَيْقٌ: ابن النعمان بن المنذر، وحُرَقةُ: بنته؛ قال:

  نُقْسِمُ بالله: نُسْلِمُ الحَلَقَه ... ولا حُرَيْقاً، وأخْتَه الحُرَقَه

  قوله نسلم أي لا نُسلم.

  والحُرَقةُ أيضاً: حيّ من العرب، وكذلك الحَرُوقةُ.

  والمُحَرّقةُ: بلد.

  حربق: حَرْبَقَ عمله: أفسده.

  حرزق: هي لغة في حَزْرقَ، وسيأتي ذكرها.

  حزق: حزَقه حَزْقاً: عَصَبه وضغَطه.

  والحَزْقُ: شدة جَذْبِ الرِّباط والوَترِ.

  حَزقه يَحْزِقُه حَزْقاً وحزَقه بالحبْل يَحْزِقه حَزْقاً: شدّه.

  وحَزق القوسَ يَحزِقُها حَزْقاً: شدّ وترها، وكلُّ رِباط حِزاقٌ.

  ورجل حَزُقّةٌ وحُزُقّةٌ ومُتَحَزِّق: بخيل مُتَشدِّد على ما في يديه ضَنّاً به، والاسم الحَزَقُ؛ قال الأَزهري: وكذلك الحُزُقُ والحُزُقةُ والحَزَقُ مثله؛ وأنشد:

  فهي تَعادَى من حُزازٍ ذي حَزَقْ

  وفي الحديث: أنّ عليّاً، ¥، خطب أصحابه في أمرِ المارِقينَ وحضَّهم على قتالهم فلما قتلوهم جاؤوا فقالوا: أبْشِر يا أمير المؤمنين فقد استأْصَلْناهم فقال عليّ: حَزقُ عيرٍ قد بَقِيت منهم بَقِيّة؛ قال المفضل: في قوله حزقُ عيرٍ هذا مثل تقوله العرب للرجل المُخْبِر بخَبَر غير تامّ ولا مُحصِّلٍ، حَزْقُ عيْرٍ أي حُصاصُ حِمار أي ليس الأَمر كما زعمتم؛ وقال أبو العباس في قوله: وفيه قول آخر: أراد عليّ أن أمرهم مُحكَم بعدُ كحَزْقِ حِمل الحمار، وذلك أن الحمار يضْطرب بحمله، فربما ألقاه فيُحْزَقُ حَزْقاً شديداً، يقول عليّ: فأمرُهم بعدُ مُحكَم؛ وقال ابن الأَثير: الحزْقُ الشدّ البليغ والتضْييقُ؛ يقال: حزَقَه بالحبل إذا قوَّى شدَّه؛ أراد أن أمرهم


(١) قوله [وحرق الرجل كذا الخ] كذا ضبط في الأَصل بفتح الراء ولعله بضمها كما هو المعروف في أفعال السجايا.