لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 71 - الجزء 10

  عقم قال خُفافٌ:

  وخَيْل تَهادَى لا هَوادةَ بينها ... شَهِدْتُ بمدلوكِ المَعاقِم مُحْنِقِ

  المُحنِق: الضامر.

  حندق: الحَنْدَقوقَى والحَنْدَقُوقُ والحِنْدَقُوقُ: بقلة أَو حَشِيشة كالفَثِّ الرَّطْب، نبَطِيّة مُعرَّبة، ويقال لها بالعربية الذُّرَقُ، قال: ولا تقل الحَنْدَقوقى.

  والحَنْدَقوقُ: الطويل المُضْطرب، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي.

  الجوهري: الحَنْدقُوق وهو الذُّرَقُ نبَطى معرب.

  قال ابن بري في ترجمة حدق: صواب حندقوق أَن يذكر في فصل حندق لأَن النون أَصلية، ووزنه فَعْلَلُول، قال: وكذا ذكره سيبوبه وهو عنده صفة، وفسره ابن السراج بأَنه الطويل المضطرب شِبْه المجنون.

  الأَزهري: أَبو عبيدة الحَنْدَقوق الرَّأْراء العين؛ وأَنشد:

  وهَبْتُه ليس بِشَمْشَلِيقِ ... ولا دَحوقِ العَينِ حَنْدَقُوقِ

  والشَّمْشَلِيقُ: الخَفِيفُ.

  والدَّحُوقُ: الرَّأْراء.

  حوق: الحُوقُ والحَوْقُ: لغتان، وهو ما استدارَ بالكَمَرة مِن حُروفها؛ قال:

  غَمْزَكَ بالكَبْساء ذاتِ الحُوق

  وقيل: حُوقُها حرفها؛ قال ثعلب: الحوق اسْتِدارة في الذكر؛ وبه فسر قوله:

  قد وجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوق

  وليس هذا بشيء.

  وكَمَرةٌ حَوْقاء وفَيْشَلة حَوقاء: مُشْرِفة.

  وأَيْرٌ أحْوَقُ: عظيم الحُوق.

  وحَوْقُ الحِمار: لقب الفرزدق؛ قال جرير:

  ذَكَرْتَ بناتِ الشمْسِ، والشمسُ لم تَلِدْ ... وهَيْهاتَ من حَوْقِ الحِمارِ الكَواكِبُ⁣(⁣١)

  وحاقَه حَوْقاً: دلَكَه.

  وحاق البيت يَحُوقه حَوقاً: كنَسَه.

  والمِحْوَقةُ: المِكْنَسةُ.

  والحَوْقُ: الكَنْسُ.

  وفي حديث أَبي بكر حين بَعث الجندَ إِلى الشام: كان في وصيته: ستجدون أَقواماً مُحَوّقةً رؤوسُهُم؛ أَراد أَنهم حَلَقوا وسط رؤوسهم فشبه إِزالة الشعر منه بالكَنْس، قال ويجوز أَن يكون من الحُوق وهو الإِطار المُحيد بالشيء المُسْتَدِير حَوله.

  والحُواقةُ: الكُناسةُ.

  الكسائي: الحُواقة القُماش.

  وأَرض مَحُوقةٌ: قليلة النبت جِداًّ لقلة المطر.

  وحَوَّقَ عليه كلامه: عَوَّجَه.

  وحُوَّاقة: موضع.

  الأَزهري: أَبو عمرو الحَوْقةُ الجماعة المُمَخْرِقةُ.

  والحَوْقُ: الحَوْقلةُ.

  ابن الأَعرابي: الحَوْقُ الجمع الكثير، والله أَعلم.

  حيق: الليث: الحَيْقُ ما حاقَ بالإِنسان من مَكْر أَو سُوء عمل يعمله فينزل ذلك به، تقول: أَحاق الله بهم مكرهم.

  وحاقَ به الشيء يَحِيق حَيْقاً: نزَل به وأَحاطَ به، وقيل: الحَيْقُ في اللغة هو أَن يشتمل على الإِنسان عاقبةُ مكروه فعله، وفي التنزيل: وحاقَ بالذين سَخِروا منهم ما كانوا به يَسْتَهْزِئُون.

  قال ثعلب: كانوا يقولون لا عَذاب ولا آخِرةَ فحاقَ بهم العذاب الذي كذَّبوا به، وأَحاقه الله به: أَنزله، وقيل: حاقَ بهم العذابُ أَي أَحاط بهم ونزل كأَنه وجب عليهم، وقال: حاق يَحِيق، فهو حائق.

  وقال الزجاج في قوله تعالى: وحاق بهم ما كانوا به يستهزئُون، أَي أَحاط بهم العذاب الذي هو جزاء ما كانوا يستهزئُون كما تقول أَحاطَ بفلان عمَلُه وأَهلكَه


(١) في ديوان جرير: وأيهات بدل وهيهات، والمعنى واحد.