لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 487 - الجزء 1

  له: مُشَذَّبٌ؛ وكلُّ شيء تَفَرَّقَ شُذِّبَ، قال ابن الأَنباري: غلط القتيبي في المُشَذّب، أَنه الطويلُ البائنُ الطُّول، وأَن أَصله من النخلة التي شُذِّبَ عنها جَريدها أَي قُطِّعَ وفُرِّقَ؛ قال: ولا يقال للبائنِ الطُّول إِذا كان كثير اللحم مُشذَّبٌ حتى يكون في لحمه بعضُ النُّقْصان؛ يقال: فرسٌ مُشَذَّبٌ إِذا كان طويلاً، ليس بكثير اللحم.

  وفي حديث علي، كرّم اللَّه وجهه، شَذَّبهم عَنا تَخَرُّم الآجال.

  وشَذَبَ عنه شَذْباً أَي ذَبَّ.

  والشَّاذِبُ: المُتَنَحِّي عن وطنه.

  ويقال: الشَّذَبُ المُسَنَّاة.

  ورجل شَذْبُ العُروقِ أَي ظاهِرُ العُرُوقِ.

  وأَشْذابُ الكلإِ وغيرِه، بَقاياه، الواحد شَذَبٌ، وهو المأْكول؛ قال ذو الرمة:

  فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه ... يَرْتادُ أَحْلِيَةً، أَعْجازُها شَذَبُ

  والشَّذَبُ: مَتاعُ البيتِ، من القُماشِ وغيره.

  ورجل مُشَذَّبٌ: طَويلٌ، وكذلك الفَرس؛ أَنشد ثعلب:

  دَلوٌ تَمَأَّى، دُبِغَتْ بالحُلَّبِ ... بَلَّتْ بِكَفَّيْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ

  والشَّوْذَبُ من الرجال: الطويلُ الحَسَنُ الخَلْقِ.

  وفي صفة النبي، : أَنه كان أَطْولَ من المَرْبوعِ وأَقصَرَ من المُشَذَّبِ؛ قال أَبو عبيد: المُشَذَّبُ المُفْرِطُ في الطُّول؛ وكذلك هو من كل شيء، قال جرير:

  أَلوى بها شَذْبُ العُروقِ مُشَذَّبُ ... فكأَنها وكَنَتْ على طِرْبالِ

  رواه شمر: أَلوَى بها شَنِقُ العُروقِ مُشَذَّبٌ.

  والشَّوْذَبُ: الطويلُ النَّجِيبُ من كل شيء.

  وشَوْذبٌ: اسم.

  شرب: الشَّرْبُ: مصدر شَرِبْتُ أَشْرَبُ شَرْباً وشُرْباً.

  ابن سيده: شَرِبَ الماءَ وغيره شَرْباً وشُرْباً وشِرْباً؛ ومنه قوله تعالى: فشارِبون عليه من الحَميمِ فشارِبون شُرْبَ الهِيمِ؛ بالوجوه الثلاثة.

  قال سعيد بن يحيى الأُموي: سمعت أَبا جريج يقرأُ: فشارِبون شَرْبَ الهِيمِ؛ فذكرت ذلك لجعفر بن محمد، فقال: وليست كذلك، إِنما هي: شُرْب الهِيمِ؛ قال الفراء: وسائر القراء يرفعون الشين.

  وفي حديث أَيّامِ التَّشْريق: إِنها أَيامُ أَكل وشُربٍ؛ يُروى بالضم والفتح، وهما بمعنى؛ والفتح أَقل اللغتين، وبها قرأَ أَبو عمرو: شَرْب الهِيمِ؛ يريد أَنها أَيام لا يجوز صَومُها، وقال أَبو عبيدة: الشَّرْبُ، بالفتح، مصدر، وبالخفض والرفع، اسمان من شَرِبْت والتَّشْرابُ: الشُّرْبُ؛ فأَما قول أَبي ذؤيب:

  شَرِبنَ بماءِ البحرِ، ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتى حَبَشِيَّاتٍ، لَهُنَّ نئِيجُ⁣(⁣١)

  فإِنه وصفَ سَحاباً شَرِبنَ ماء البحر، ثم تَصَعَّدْنَ، فأَمْطَرْن ورَوَّيْنَ؛ والباء في قوله بماء البحر زائدة، إِنما هو شَرِبنَ ماء البحر؛ قال ابن جني: هذا هو الظاهر من الحالِ، والعُدُولُ عنه تَعَسُّفٌ؛ قال: وقال بعضهم شَرِبنَ مِن ماء البحر، فأَوْقَع الباء مَوْقِعَ من؛ قال: وعندي أَنه لما كان شَرِبنَ في معنى رَوِينَ، وكان رَوِينَ مما يتعدَّى بالباءِ، عَدَّى شَرِبنَ بالباءِ، ومثله كثير؛ منه ما مَضَى، ومنه ما


(١) قوله [متى حبشيات] هو كذلك في غير نسخة من المحكم.