لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 261 - الجزء 10

  وعَقَّه: بطن من النِّمِر بن قاسِطٍ؛ قال الأَخطل:

  ومُوَقَّع أَثَرُ السِّفارِ بِخَطْمِه ... من سُود عَقَّةَ أَو بني الجَوَّالِ

  المُوقَّع: الذي أَثَّر القَتَبُ في ظهره، وبنو الجَوَّال: في بني تَغْلِب.

  ويقال للدَّلو إِذا طلعت من البئر ملأَى: قد عَقَّتْ عَقّاً، ومن العرب من يقول: عَقَّتْ تَعْقِيةً، وأَصلها عَقَّقَتْ، فلما اجتمعت ثلاث قافات قلبوا إِحداها ياء كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  عَقَّتْ كما عَقَّتْ دَلُوفُ العِقْبانْ

  شبه الدلو وهي تشق هواءَ البئر طالعةً بسرعة بالعُقاب تَدْلِفُ في طَيَرانها نحوَ الصيد.

  وعِقَّانُ النخيل والكُروم: ما يخرج من أُصولها، وإِذا لم تُقطع العِقَّانُ فَسَدت الأُصول.

  وقد أَعَقَّتِ النخلة والكَرْمة: أَخرجت عِقَّانها.

  وفي ترجمة قعع: القَعْقَعةُ والعَقْعَقَةُ حركة القرطاس والثوب الجديد.

  علق: عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَه: نَشِب فيه؛ قال جرير:

  إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُه بِقْرْنٍ ... أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا

  وفي الحديث: فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا، وقيل طَفِقُوا؛ وقال أَبو زبيد:

  إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّه ... رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا

  وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه.

  وقال اللحياني: العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها.

  وأَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب.

  ويقال للصائد: أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك.

  وقال اللحياني: الإِعْلاقُ وقوع الصيد في الحبل.

  يقال: نَصَب له فأَعْلقه.

  وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً: لزمه.

  وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ، فهي عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ: لَهِجَتْ به؛ قال:

  فقلت لها، والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ ... عَلاقِيَةٌ تَهْوَى، هواها المُضَلَّلُ

  ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت

  عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ

  وهو كما يقال: جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ؛ قال ابن سيده: وفي المثل:

  عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدب

  يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِتَكَ.

  وقالوا: عَلِقَتْ مَراسِبها بذي رَمْرامِ، وبذي الرَّمْرَام؛ وذلك حين اطمأَنت الإِبل وقَرَّت عيونها بالمرتع، يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه، وأَصله أَنَّ رجلًا انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب البئر فادَّعَى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ، فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل؛ فقال:

  عَلُقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب

  أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل.

  ويقال للشيخ: قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَه؛ جمع مِعْلَقٍ وفي الحديث: فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بها.