لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 268 - الجزء 10

  والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان.

  والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب.

  والعَلوقُ: التي لا تحب زوجها، ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا تَرْأَمُ الولد، وكلاهما على الفأْل، وقيل: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا تَدِرُّ، وفي المثل: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛ قال:

  وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ ... عَلوقاً، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها

  وقيل: العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه؛ وقال اللحياني: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها؛ قال أُفْنُون التغلبي:

  أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِه ... رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ

  وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي:

  وما نَحَني كمِنَاح العَلُوقِ ... ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ

  قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ، برفع الباء، وصوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط؛ وقبله:

  وكان الخليلُ، إِذا رَابَني ... فعاتَبْتُه، ثم لم يُعْتِبِ

  يقول: أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه.

  والمَعَالق من الإِبل: كالعَلُوق.

  ويقال: عَلَّق فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها ليَهْنِئَها.

  والعِلْق: المال الكريم.

  يقال: عِلْقُ خير، وقد قالوا عِلْق شرٍّ، والجمع أَعْلاق.

  ويقال: فلان عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ.

  ويقال: هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به، وجمعه أَعْلاق.

  ويقال: عِرْق مَضِنَّةٍ، بالراء، وقد تقدم.

  وقال اللحياني: العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف، قال: وكذا الشيءُ الواحد الكريم من غير الروحانيين، ويقال له العَلوق.

  والعِلْق، بالكسر: النفيس من كل شيءٍ.

  وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي نفائس أَموالنا، الواحد عِلْق، بالكسر، سمي به لتَعَلُّقِ القلب به.

  والعِلْقُ أَيضاً: الخمر لنفاستها، وقيل: هي القديمة منها؛ قال:

  إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُرِيدَ به قَيْلٌ، فَغُودِرَ في سَابِ

  أَراد سأْباً فخفف وأَبدل، وهو الزِّقّ أَو الدَّنّ.

  والعَلَق في الثوب: ما عَلِق به.

  وأَصاب ثوبي عَلْقٌ، بالفتح، وهو ما عَلِقَه فجذبه.

  والعِلْقُ والعِلْقةُ: الثوب النفيس يكون للرجل.

  والعِلْقةُ: قميص بلا كمين، وقيل: هو ثوب صغير يتخذ للصبي، وقيل: هو أَول ثوب يلبسه المولود؛ قال:

  وما هي إِلَّا في إِزارٍ وعِلْقةٍ ... مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما

  ويقال: ما عليه عِلْقة، إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة، ويقال: العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها؛ قال امرؤ القيس:

  بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُون ... عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ؟⁣(⁣١)

  وقد تقدم الاستشهاد به في المهر؛ قال أَبو نصر: أَراد


(١) راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة.