لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 273 - الجزء 10

  ويقال: كان ذلك على عُنُق الدهر أَي على قديم الدهر.

  وعُنُق كل شيء: أَوله.

  وعُنُق الصيف والشتاء: أَولهما ومقدَّمتهما على المثل، وكذلك عُنُق السِّنّ.

  قال ابن الأَعرابي: قلت لأَعرابي كم أَتى عليك؟ قال: أخذت بعُنُق الستين أي أَولها، والجمع أَعناق.

  وعُنُق الجبل: ما أَشرف منه، وتقدم والجمع كالجمع.

  والمُعْتنَق: مَخْرج أَعناق الحبال⁣(⁣١) قال:

  خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ

  وعُنُق الرَّحِم: ما اسْتدق منها مما يلي الفرج.

  والأَعناق: الرؤساء.

  والعُنُق: الجماعة الكثيرة من الناس، مذكَّر، والجمع أَعْناق.

  وفي التنزيل: فظلَّت أَعناقهم لها خاضعين؛ أَي جماعاتهم، على ما ذهب إليه أكثر المفسرين، وقيل: أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم وأَعْناقهم، وقد تقدم تفسير الخاضعين على التأويلين، والله أَعلم بما أَراد.

  وجاء بالخبر على أصحاب الأَعناق لأَنه إذا خضع عُنُقه فقد خضع هو، كما يقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ يده.

  وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي طوائف؛ قال الأَزهري: إذا جاؤوا فِرَقاً، كل جماعة منهم عُنُق؛ قال الشاعر يخاطب أَمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ¥:

  أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنين ... أخا العِراقِ، إذا أَتَيْتا

  أَن العِراقَ وأَهلَه ... عُنُقٌ إليكَ، فَهْيتَ هَيْتَا

  أَراد أَنهم أَقبلوا إليك بجماعتهم، وقيل: هم مائلون إليك ومنتظروك.

  ويقال: جاء القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي رَسَلًا رَسَلًا وقَطِيعاً قطيعاً؛ قال الأَخطل:

  وإذا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها ... فاحْمِدْ هُناكَ على فَتىً حَمّالِ

  قال ابن الأَعرابي: أَعْناقُها جماعاتها، وقال غيره: سادَاتها.

  وفي حديث: يخرج عُنُقٌ من النار أَي تخرج قطعة من النار.

  ابن شميل: إذا خرج من النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق.

  وفي الحديث: لا يزال الناس مختلفةً أَعْناقُهم في طلب الدنيا أَي جماعات منهم، وقيل: أَراد بالأَعناق الرؤساء والكُبَرَاء كما تقدم، ويقال: هم عُنُق عليه كقولك هم إلْبٌ عليه، وله عُنُق في الخير أَي سابقة.

  وقوله: المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً يوم القيامة؛ قال ثعلب: هو من قولهم له عُنُق في الخير أَي سابقة، وقيل: إنهم أكثر الناس أَعمالًا، وقيل: يُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم، وقيل: يُزَادونَ على الناس، وقال غيره: هو من طول الأَعْناقِ أي الرقاب لأَن الناس يومئذ في الكرب، وهم في الرَّوْح والنشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لهم في دخول الجنة؛ قال ابن الأَثير: وقيل أَراد أَنهم يكونون يومئذ رؤساء سادةً، والعرب تصف السادة بطول الأَعناق، وروي أَطولُ إعْناقاً، بكسر الهمزة، أَي أَكثر إسراعاً وأَعجل إلى الجنة.

  وفي الحديث: لا يزال المؤمن مُعْنِقاً صالحاً ما لم يُصِبْ دماً حراماً أَي مسرعاً في طاعته منبسطاً في عمله، وقيل: أَراد يوم القيامة.

  والعُنُق: القطعة من المال.

  والعُنُق أَيضاً: القطعة من العمل، خيراً كان أَو شرّاً.

  والعَنَق من السير: المنبسط، والعَنِيقُ كذلك.

  وسير عَنَقٌ وعَنِيقٌ: معروف، وقد أَعْنَقَت الدابةُ، فهي مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق؛ واستعار أَبو ذؤيب الإِعْناق للنجوم فقال:


(١) قوله [أعناق الحبال] أي حبال الرمل.