لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 274 - الجزء 10

  بأَطْيَبَ منها، إذا ما النُّجُوم ... أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي⁣(⁣١)

  وفي حديث مُعاذٍ وأَبي موسى: أَنهما كانا مع النبي، ، في سفر أَصحابه فأناخُوا ليلةً وتَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته، قالا: فانتبهنا ولم نَرَ رسول الله، صلى الله عليهم وسلم، عند راحلته فاتبعناه؛ فأَخبرنا، #، أَنه خُيِّرَ بين أَن يدخل نصفُ أُمته الجنة وبين الشفاعة، قال شمر: قوله مَعَانيق أَي مسرعين؛ يقال: أَعْنَقْتُ إليه أُعْنَقَ إعْناقاً.

  وفي حديث أصحاب الغارِ: فانفرجت الصخرة فانطلقوا مُعَانقينَ إلى الناس نبشّرهم، قال شمر: قوله معانيق أَي مسرعين، من عانَقَ مثل أَعْنِقَ إذا سارَع وأَسرع، ويروى: فانطلقوا مَعانيقَ؛ ورجل مُعْنِقٌ وقوم مُعْنِقون ومَعانيق؛ قال القطامي:

  طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق ... ما كنت أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ

  وقال ذو الرمة:

  أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ ... بأَدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ؟

  المُعْنِقات: المتقدمات منها.

  والعَنَقُ والعَنِيقُ من السير: معروف وهما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً.

  وفي نوادر الأَعراب: أَعْلَقْتُ وأَعْنَقْتُ.

  وبلاد مُعْلِقة ومُعْنِقة: بعيدة.

  وقال أَبو حاتم: المَعانقُ هي مُقَرِّضات الأَسَاقي لها أَطواق في أَعناقها ببياض.

  ويقال عَنَقَت السحابةُ إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإِشراق الشمس عليها؛ وقال:

  ما الشُّرْبُ إلَّا نَغَباتٌ فالصَّدَرْ ... في يوم غَيْمٍ عَنَقَتْ فيه الصُّبُرْ

  قال: والعَنَقُ ضرب من سير الدابة والإِبل، وهو سير مُسْبَطِرٌّ؛ قال أَبو النجم:

  يا ناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً ... إلى سليمانَ، فَنَسْترِيحا

  ونَصب نَسْتريح لأَنه جواب الأَمر بالفاء.

  وفرس مِعْناق أي جيد العَنَق.

  وقال ابن بري: يقال ناقة مِعْناق تسير العَنَق؛ قال الأَعشى:

  قد تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ ... عنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ

  وفي الحديث: أنه كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ.

  وفي الحديث: أَنه بعث سَرِيّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله، ، إلى بني سُلَيْم فانْتَحَى له عامرُ بن الطُّفَيْل فقتله، فلما بلغ النبيَّ، ، قَتْلُه قال: أَعْنَقَ لِيَمُوتَ، أَي أَن المنية أَسرعت به وساقته إلى مصرعه.

  والمُعْنِق: ما صُلب وارتفع عن الأَرض وحوله سَهْل، وهو منقاد نحو مِيلٍ وأَقل من ذلك، والجمع مَعانيقُ، توهموا فيه مِفْعالًا لكثرة ما يأتيان معاً نحو مُتْئِم ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار.

  والعَنْقاءُ: أَكمة فوق الجبل مشرف.

  والعَناق: الحَرَّة.

  والعَناق: الأُنثى من المَعَز؛ أَنشد ابن الأَعرابي لقُريْطٍ يصف الذئب:

  حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً ... وما هي، وَيْبَ غَيرِك، بالعَناقِ

  فلو أَني رَمَيْتُك من قريب ... لعاقَكَ عن دُعاءِ الذَّئبِ عاقِ

  والجمع أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق.

  قال سيبويه: أَمّا


(١) هكذا ورد عجز هذا البيت في الأَصل وهو مختل الوزن.