لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 340 - الجزء 10

  المَذْق: المزج والخلط.

  وفي حديث كعب وسلمة: ومَذْقَة كطُرَّة الخَنيف؛ المَذْقة: الشربة من اللبن المَمْذوق، شبهها بحاشية الخنيف وهو رديء الكتان لتغير لونها وذهابه بالمزج.

  والمُماذقة في الوُدّ: ضد المخالصة.

  ومَذَق الوُدَّ: لم يخلصه.

  ورجل مَذَّاق: كَذُوب.

  ورجل مَذِقٌ ومَذَّاق ومُمَاذِق بيِّن المِذَاق: مَلُول، وفي الصحاح: غير مخلص وهو المِذاقُ؛ قال:

  ولا مُؤاخاتك بالمِذَاقِ

  ابن بزرج: قالت امرأَة من العرب امَّذق، فقالت لها الأُخرى: لم لا تقولين امْتَذق؟ فقال الآخر: والله إني لأُحب أَن تكون ذمَلَّقِيَّة اللسان أَي فصيحة اللسان.

  وأَبو مَذْقة: الذئب لأَن لونه يشبه لون المَذْقة؛ ولذلك قال:

  جاؤوا بِضَيْحٍ، هل رأَيتَ الذِّئْبَ قطَّ؟

  شبه لون الضَّيْح، وهو اللبن المخلوط، بلون الذئب.

  مرق: المَرَقُ الذي يؤتدم به: معروف، واحدته مَرَقة، والمَرَقة أَخص منه.

  ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها.

  الفراء: سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان مَرَقة مَرَقَيْن؛ يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، وكذا قال ابن الأَعرابي.

  ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت فصارت ماء.

  وفي حديث علي: إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً.

  وقد مرقت البيضة إذا فسدت.

  ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً: نتفه.

  والمُراقة، بالضم: ما انتتف منهما، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ إذا دفن ليسترخي، وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة؛ وقال اللحياني: وكذلك الشيء يسقط من الشيء، والشيء يفنى منه فيَبْقى منه الشيءُ.

  وفي الحديث: أنَّ امرأَة قالت: يا رسول الله، إن بنتاً لي عَروُساً تمرَّق شعرُها، وفي حديث آخر: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها.

  يقال: مَرَقَ شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره.

  والمَرْقة: الصوفة أَول ما تنتف، وقيل: هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ، وقيل: هو الجلد إذا دبغ.

  والمَرْقُ، بالتسكين: الإِهابُ المُنْتِنُ.

  تقول مَرَقْتُ الإِهَابَ أَي نتفت عن الجلد المعطون صوفه.

  وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف.

  ويقال: أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ وقال الحرث بن خالد:

  ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القلب ... من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ

  يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسك ... ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ

  قال ابن الأَعرابي: المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله: كأَنه ريح مَرْق، ففسره هو بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى، وقد يجوز أَن يكون يعني به الصوف أَول ما يُنْتف، لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ.

  تقول العرب: أَنتَنُ من مرْقات الغنم، فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة، ويكون من المذكر المجموع بالتاء، وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي.

  وأَمْرَق الشعرُ: