لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 344 - الجزء 10

  ابن الأَعرابي: هو فَرْوٌ طويل الكُمِّ، وكذلك قال الأَصمعي وابن شميل في الجبة الواسعة.

  مشق: المشقة في ذوات الحافر: تَفَحُّجٌ في القوائم وتشَحُّج.

  ومَشِقَ الرجلُ يَمْشَقُ مَشَقاً، فهو مَشِقٌ إذا اصطَكَّت أَلْيتاه حتى تشَحَّجتا، وكذلك باطنا الفخذين.

  ورجل أَمْشَقُ، والمرأة مَشْقاءُ بيِّنا المَشَقِ.

  الليث: إذا كانت إحدى ركبتيه تصيب الأُخرى فهو المَشَق؛ وهذا قول أَبي زيد حكاه عنه أَبو عبيد.

  أَبو زيد: مَشِقَ الرجل، بالكسر، إذا أَصابت إحدى ربَلتَيْه الأُخرى.

  وقال ابن الأَعرابي: المَشْقُ في ظاهر الساق وباطنها احْتِراقٌ يصبيها من الثوبِ إذا كان خشناً.

  ومَشَقَها الثوب يَمْشُقُها: أَحرقها، والاسم من جميع ذلك المُشْقة؛ وقول الحسين بن مطير:

  تَفْرِي السِّباعُ سَلىً عنه تُماشِقُه ... كأَنه بُرْدُ عَصْبٍ فيه تَضْرِيجُ

  فسره ابن الأَعرابي فقال: تُماشِقُه تُمزِّقه.

  ومَشَقَ الثوبَ: مَزَقه.

  وتَمَشَّق عن فلان ثوبُه إذا تمزق.

  وتَمَشَّقَ الليل إذا وَلَّى.

  وتَمَشَّق جِلْبَابُ الليل إذا ظهرت تعباشيرُ الصبح؛ قال الراجز وهو من نوادر أَبي عمرو:

  وقد أُقيم النَّاجِياتِ الشُّنَّقَا ... ليلًا، وسِجّفُ الليل قد تَمَشَّقا

  والمَشْقُ: شدة الأَكل يأْخذ النَّحْضَة فيَمْشُقُها بفيه مَشْقاً جذباً.

  ومَشَق من الطعام يَمْشُق مَشْقاً: تناول منه شيئاً قليلًا.

  ومَشَقَت الإِبل في الكلإِ تَمْشُق مَشْقاً: أَكلت أَطايبه.

  ومَشَّقْتُها إذا أَرعيتها إياه.

  وتَمَاشَقَ القوم اللحم إذا تجاذبوه فأَكلوه؛ قال الراعي:

  ولا يَزالُ لهُمْ في كلِّ مَنْزِلَةٍ ... لحم، تَماشَقُه الأَيدي، رَعابيلُ

  وقال الراجز يصف امرأَة يذمها:

  تُمَاشِقُ البادِينَ والحُضّارا ... لم تعرفِ الوَقْفَ ولا السِّوَارا

  أي تجاذبهم وتسابّهم.

  ورجل مَشِيقٌ ومَمْشُوق: خفيف اللحم، ورجل مِشْق في هذا المعنى؛ عن اللحياني؛ وأَنشد:

  فانقاد كلُّ مُشَذَّبٍ مَرِسِ القُوَى ... لِخَيالهنَّ، وكلُّ مِشْقٍ شَيْظَمِ

  وفرس مَشِيقٌ ومَمْشوق أَي ضامر.

  التهذيب: يقال فرس مَشِيقٌ مُمَشَّق مَمْشوق أَي فيه طول وقلة لحم.

  وجارية مَمْشوقة: حسنة القَوَام قليلة اللحم.

  ومُشِق القدحُ مَشْقاً: حمل عليه في البَرْيِ ليَدِقّ.

  والمَشْق: جذب الشيء ليمتدَّ ويطول، والسير يُمْشَقُ حتى يلين، والوَتَرُ يُمْشَقُ حتى يلين ويجوف، كما يَمْشُق الخياط خيطه بحرنقه⁣(⁣١): ومَشَقَ الوَتَرَ: جذبه ليمتد.

  ووتر مُمَشَّق ومُمَشِّقٌ: ممتد.

  وامْتَشَقَ الوترُ: امتد وذهب ما انقشر من لحمه وعصبه.

  ابن شميل: الشِّرْعة أَقل الأَوتار وأَشدها مَشْقاً.

  والمَشْقُ: أَن يلحم ويقشر حتى يسقط كل سَقَطٍ منه، وذلك أَن العَقَب يؤخذ من المتن ويخالطه اللحم فييبْسَ ثم يُنْسَطُ حتى لا يبقى فيه إلا مُشَاقُ العَقَب وقلبه وقد هذبوه من أسقاطه كلها.

  ومشاق العَقَب: أَجوده، قال: العقب في الساقين وفي المتن وما سواهما فإنما هو العصب، قال: والعِلْباءُ عصبة لا يكون وتَر ولا خير فيه، وقلم


(١) قوله [بحرنقه] هكذا هو بالأَصل.