[فصل الميم]
  لا يُوثق بجريه، أُخذ من مَلَق الإِنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي:
  ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَه ... أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا
  أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأَنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.
  ومَلَّق الشيءَ: ملسه.
  وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإِدغام، أَي صار أَملس؛ قال الراجز:
  وحَوْقل ساعدُه قد انْمَلَقْ ... يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ
  قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال.
  وانْمَلَق مني أَي أَفْلت.
  والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة، وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي الهذلي:
  ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور ... كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا
  أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف ... إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا
  والإِمْلاق: الافْتِقار.
  قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.
  وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أَمْلق من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله.
  يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإِملاق الإِنْفاق.
  يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر.
  وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.
  والإِمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له.
  وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت قال الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة.
  ابن شميل: إنه لمُمْلِق أي مفسد.
  والإِملاق: الإِفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد.
  يقال: أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما بيده؛ ومنه قول أَوس:
  لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي ... وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ
  وأَمْلَقَتْه الخُطُوب أَي أَفقرته.
  ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ الدهر أَي أَذهبه.
  ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين.
  ويقال: مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال:
  رأَت غلاماً جِلْده لم يُمْلَقِ ... بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ
  يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة.
  ومَلَقَ الثوبَ والإِناء يَمْلُقه مَلْقاً: غسله.
  والمَلْقُ: الرضع.
  ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها لغة.
  ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه إذا رضعها.
  وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ