لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 348 - الجزء 10

  لا يُوثق بجريه، أُخذ من مَلَق الإِنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي:

  ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَه ... أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا

  أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأَنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.

  ومَلَّق الشيءَ: ملسه.

  وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإِدغام، أَي صار أَملس؛ قال الراجز:

  وحَوْقل ساعدُه قد انْمَلَقْ ... يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ

  قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال.

  وانْمَلَق مني أَي أَفْلت.

  والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة، وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي الهذلي:

  ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور ... كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا

  أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف ... إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا

  والإِمْلاق: الافْتِقار.

  قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.

  وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أَمْلق من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله.

  يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإِملاق الإِنْفاق.

  يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار به أَشهر.

  وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.

  والإِمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له.

  وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت قال الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة.

  ابن شميل: إنه لمُمْلِق أي مفسد.

  والإِملاق: الإِفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد.

  يقال: أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما بيده؛ ومنه قول أَوس:

  لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي ... وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ

  وأَمْلَقَتْه الخُطُوب أَي أَفقرته.

  ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ الدهر أَي أَذهبه.

  ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين.

  ويقال: مَلَقْتُ جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال:

  رأَت غلاماً جِلْده لم يُمْلَقِ ... بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ

  يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة.

  ومَلَقَ الثوبَ والإِناء يَمْلُقه مَلْقاً: غسله.

  والمَلْقُ: الرضع.

  ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها لغة.

  ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه إذا رضعها.

  وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ