لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 347 - الجزء 10

  الأَرْجاء.

  ومفازة مَقَّاء: بعيدة ما بين الطرفين، وكل تباعد بين شيئين مَقَقٌ، والصفة كالصفة.

  وحصن أَمَقّ: واسع؛ قال:

  ولي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ ... وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصنٌ أَمَقّ

  قال ثعلب: المُسْمِعان القَيْدان قيد بهما، والزَّمّارة: الساجور، وهذا رجل كان محبوساً في سجن شُيِّدَ بناؤه، وهو مُقَيَّد مغلول فيه.

  وامْتَقَّ الفصيل ما في ضرع أُمِّه وامْتَكَّه وتمقَّقَه: شرِب كل ما فيه امْتِقاقاً وامْتكاكاً، وكذلك الصبي إذا امتصَّ جميع ما في ثدي أُمِّه، وزعم يعقوب أن قافها بدل من كاف امتكَّ وتمقَّقْت الشراب وتمزَّزته: شربته قليلًا قليلًا شيئاً بعد شيء.

  أَبو عمرو: المَقَقَةُ شُرَّاب النبيذ قليلًا قليلًا.

  والمقَقَةُ: الجِداءُ الرُّضَّعُ.

  والمقَقة: الجهّال.

  وأَصابه جرح فما تمَقَّقَه أَي بم يضره ولم يُبالِه.

  أَبو عبيدة: المقّ الشق.

  ومَقَقْتُ الشيء أَمُقُّه مَقّاً: فتحته.

  ومَقَقْت الطَّلْعة: شققتها للإِبار.

  ابن الأَعرابي: مَقَّقَ الرجل على عياله إذا ضيق عليهم فقراً أو بخلًا، وكذلك أَوَّق وقَوَّق.

  وقال: زَقّ الطائر فرخه ومقّقه وغَرَّه ومَجَّه.

  والمُقامِقُ: المتكلم بأقصى حلقه، وتقديره فُعافِل بتكرير الفاء، ولا يقال مُقانِق.

  ويقال: فيه مَقْمَقَة ولُقَّاعات، والمَقْمَقَةُ حكاية صوت أَو كلام.

  ومَقْمَقَ الحُوَارُ خِلْف أُمه: مصه مصّاً شديداً.

  ملق: المَلَقُ: الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل: المَلَقُ شدة لطف الودّ، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَه وتمَلَّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلَّاقاً أَي تودد إليه وتلطف له: قال الشاعر:

  ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ ... وحُبُّ تِمِلَّاقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل

  وفي الحديث: ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي.

  وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ مَلَقاً.

  ورجل مَلِقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل:

  أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا ... يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ

  قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم، وجِنُّ الشباب: أوله وقوله: ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمه؛ ورجل مَلِقٌ ومَلَّاق، وقيل: المَلَّاق الذي لا يصدق وُدُّه.

  والمَلِقُ أَيضاً: الذي يَعِدُك ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده.

  أَبو عمرو: المَلَقُ اللين من الحيوان والكلام والصُّخور.

  والمَلَقُ: الدعاء والتضرع؛ قال:

  لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ ... إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي

  يعني دعائي وتضرُّعي.

  ويقال: إنه لمَلَّاق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلَّا على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق، وأصله من التليين.

  ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛ وقال الراجز:

  وحَوْقل ساعِده قد امَّلَقْ

  أَي لانَ.

  خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخيل الذي