لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 453 - الجزء 10

  من الناس.

  ودَعْه على شَكِيكَته أَي طريقته، والجمع شَكائك، على القياس، وشُكَكٌ نادرة.

  ورجل مختلف الشَّكَّةِ والشِّكَّةِ: متفاوت الأَخلاق.

  ابن الأَعرابي: الشُّكَكُ الأَدعياءُ، والشُّكَكُ الجماعاتُ من العساكر يكونون فرقاً؛ قول ابن مُقْبِل يصف الخيل:

  بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابي ... بشَكِّيَّات فارِسَ قد شُجِينا

  يعني اللُّجُم.

  والشِّكُّ: الحُلَّة التي تُلْبَسُ ظهورَ السَّبَتينِ.

  التهذيب: يقال شَكَّ القومُ بيوتَهم يشُكُّونها شَكَّاً إذا جعلوها على طريقة واحدة ونظم واحد، وهي الشِّكاكُ للبيوت المصطفَّة؛ قال الفرزدق:

  فإني، كما قالت نَوارُ، إن اجْتَلَتْ ... على رجُلٍ ما شَكَّ كَفّي خَليلُها⁣(⁣١)

  أَي ما قارنَ.

  ورحمٌ شاكَّة أَي قريبة، وقد شَكَّت إذا اتصلت.

  وضربوا بيوتَهم شِكاكاً أَي صفّاً واحداً، وقال ثعلب: إنما هو سِكاكٌ يشتقه من السِّكَّةِ، وهو الزُّقاق الواسع.

  أَبو سعيد: كل شيء إذا ضممته إلى شيء، فقد شَكَكْتَه؛ قال الأَعشى:

  أَو اسْفَنْطَ عانةَ، بعدَ الرُّقادِ ... شَكَّ الرِّصافُ إليها الغَديرا

  ومنه قول لبيد:

  جُماناً ومَرْجاناً يشُكُّ المَفاصِلا

  أَراد بالمفاصل ضُروبَ ما في العِقْدِ من الجواهر المنظومة، وفي حديث عليّ: خَطَبهم على مِنبر الكوفة وهو غير مَشْكوك أَي غير مشدود؛ ومنه قصيد كعب:

  بيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ ... كأَنها حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ

  ويروى بالسين المهملة من السَّكَك، وهو الضِّيقُ، وقد تقدم.

  شوك: الشَّوْكُ من النبات: معروف، واحدته شَوْكة، والطاقةُ منها شَوْكَة؛ وقول أَبي كبير:

  فإذا دعاني الدَّاعِيانِ تَأَيَّدا ... وإذا أُحاوِلُ شَوْكَتي لم أُبْصِر

  إنما أَراد شوكة تدخل في بعض جسده ولا يبصرها لضعف بصره من الكبر.

  وأَرضٌ شاكَةٌ: كثيرة الشَّوْك.

  وشجرة شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائكَةٌ ومُشيكة: فيها شَوْكٌ.

  وشجر شائك أَي ذو شَوْك.

  وقد أَشْوَكَتِ النخلة أَي كثر شَوْكُها، وقد شَوَّكَتْ وأَشْوكَتْ.

  وقد شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إذا دخلت فيها.

  وشاكته الشَّوْكةُ تَشُوكه: دخلت في جسمه.

  وشُكْتُه أَنا: أَدخلت الشَّوْك في جسمه.

  وشاك يَشاكُ: وقع في الشَّوْك.

  وشاكَ الشَّوْكة يَشاكُها: خالطها؛ عن ابن الأَعرابي.

  وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إذا دخلت فيه، فإذا أردت أَنه أَصابك قلت شاكني الشَّوْكُ يَشوُكُني شَوْكاً.

  الجوهري: وقد شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً وشِيكةً، بالكسرِ، إذا وقعت في الشَّوْك.

  قال ابن بري: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ، أَصله شَوِكْتُ فعمل به ما عملَ بقِيلَ وصِيغَ.

  وما أَشاكه شَوْكةً ولا شاكَه بها أَي ما أَصابه.

  قال بعضهم: شاكَتْه الشوكة تَشُوكه أَصابته.

  وتقول: ما أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً ولا شكْتُه بها، فهذا معناه أَي لم أُوذِه بها؛ قال:

  لا تَنْقُشَنَّ برجل غيرِكَ شَوْكَةً ... فَتقِي برجلِكَ رجلَ من قد شاكَها

  شاكها: من شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه.

  برجل غيرك أَي من رجل غيرك.

  الكسائي: شُكْتُ الرجلَ


(١) في ديوان الفرزدق: ما سَدَّ كفي بدل ما شكَّ.