لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 454 - الجزء 10

  أَشُوكه إذا أَدخلت الشوكة في رجله.

  قال أَبو منصور: كأَنه جعله متعدياً إلى مفعولين؛ ومنه قول أَبي وجزة:

  شاكَت رُغامَى قَذوفِ الطَّرفِ خائفةٌ ... هَوْل الجَنانِ، نَزوُر غير مخداجِ

  حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بها ... على خِضَمّ يُسَقَّى الماءَ عَجَّاجِ

  يصف قوساً رمى عليها فشاكت القوسُ رُغامى طائر، مِرْماةٌ مُوقَّعَةٌ: مَسنونةٌ، والرُّغامى: زيادة الكَبَد، والحَرَّى: المِرْماة العَطشى.

  وشِيكَ الرجلُ، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، يُشاكُ شَوكاً وشِكْتُ الشَّوكَ أَشاكُه شاكةً وشِيكَةً، بالكسر، إذا وقعت فيه.

  وشَوَّكَ الحائطَ: جعل عليه الشوكَ.

  وأَشوَكتِ الأَرضُ: كثر فيها الشَّوْكُ.

  وشجرة مُشْوِكةٌ وأَرض مُشوِكَة: فيها السِّحاءُ والقَتاد والهَراسُ، وذلك لأَن هذا كله شاكٌ.

  وشَوَّك الزرعُ وأَشوَك: حَدَّد وابيض قبل أَن ينتشر.

  وشاكَ لَحْيا البعير: طالت أَنيابه، وشَوَّك تَشويكاً مثله، ومنه إبل شُوَيْكِيَّةٌ؛ قال ذو الرمة:

  على مُسْتَظِلَّاتِ العُيونِ سَواهِمٍ ... شُوَيْكِيَة، يَكْسو بُراها لُغامُها

  وشوكةُ العقرب: إِبرته.

  وشَوْكةُ الحائك: التي تُسَوَّى بها السَّداةُ واللُّحْمةُ، وهي الصِّيصة.

  وشَوَّك الفرخُ تَشْويكاً: خرجت رؤوسُ ريشه.

  وشَوَّكَ شاربُ الغلام: خشُن لَمْسُه.

  وشَوَّكَ ثديُ الجارية: تحدَّد طرَفُه.

  التهذيب: شاك ثديُ المرأة يشاك إذا تهيأَ للنُّهود، وشَوَّك ثدياها إذا تهيَّآ للخروج تَشويكاً، وشَوَّك الرأسُ بعد الحلق أَي نبت شعره؛ وحُلَّة شَوْكاءُ؛ قال أَبو عبيدة: عليها خشونة الجِدَّة، وقال الأَصمعي: لا أَدري ما هي؛ قال المتنخل الهذلي:

  وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْني ... وبعضُ القَوْمِ في حُزَنٍ وراطِ

  وهذا البيت أَورده ابن بري:

  وأَكسو الحلة الشوكاء خَدِّي ... إذا ضَنَّت يَدُ اللَّحِزِ اللِّطاطِ

  والشَّوْكةُ: السلاح، وقيل حِدَّةُ السلاح.

  ورجل شاكي السلاح وشائكُ السلاح.

  أَبو عبيد: الشَّاكي والشائك جميعاً ذو الشَّوْكة والحدّ في سلاحه.

  أَبو زيد: هو شاكٍ في السلاح وشائك، قال: وإنما يقال شاكٍ إذا أَردت معنى فاعل، فإذا أَردت معنى فعِلٍ قلت: هو شاكٌ للرجل، وقيل: رجل شاكي السلاح حديدُ السِّنانِ والنَّصْل ونحوهما.

  وقال الفراء: رجل شاكي السلاح وشاكُ السلاح، برفع الكاف، مثل جُرُفٍ هارٍ وهارٌ؛ قال مَرْحَبٌ اليهودي حين بارز عليّاً، #:

  قد علمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شاكُ السلاح، بَطَلٌ مُجَرَّبُ

  أَبو الهيثم: الشاكي من السلاح أصله شائكٌ من الشَّوْكِ ثم نقلت فتجعل من بنات الأَربعة فيقال هو شاكي، ومن قال شاكُ السلاح، بحذف الياء، فهو كما يقال رجل مالٌ ونالٌ من المال والنَّوال، وإنما هو مائل ونائل.

  وشَوِكُ السلاح، يمانية: حديده.

  والشَّوْكة: شدة البأس والحدُّ في السلاح.

  وقد شاك الرجلُ يَشَاك شَوْكاً أي ظهرت شَوْكتُه وحِدَّته، فهو شائك السلاح.

  وشَوْكة القتال: شدّة بأسه.

  وشَوْكة المُقاتل: شدّة بأسه.

  وفي التنزيل العزيز: وتَوَدُّونَ أن غير ذاتِ الشْوْكةِ تكونُ لكم؛ قيل: معناه حدّةُ السلاح، وقيل شدّة الكِفاحِ.

  وفلان ذو شَوْكة أَي ذو نِكاية في العدوّ.

  وفي حديث