لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 471 - الجزء 10

  في الخيل والحُمُر والغنم، يكون غامضاً في البُظارة داخلًا فيها، والبُظارة بين الأَسْكَتَيْنِ وهما جانبا الحَياء، واستعار بعضُ الرُّجَّاز ذلك للنساء فقال:

  يا صاحِ ما أَصْبَر ظَهْرَ غَنَّامْ ... خَشِيتُ أَن تَظْهَر فيه أَوْرامْ،

  من عَوْلَكَينِ غَلَبا بالإِبْلامْ

  وذلك أَن امرأَتين كانتا ركبتا هذا البعير الذي يقال له غنَّام.

  وجمعُ العَوْلَكِ: عَوَالِكُ.

  وفي الصحاح: العَوْلَكُ عرق في الرحم، ولم يخصص، ثم قال ما قلناه وذكر الرجز ونسبه إِلى العَدَبَّسِ الكناني وقال: إِن البعير المركوب أَيضاً له.

  وشَعر مُعْلَنْكِكٌ: كثير متراكب.

  واعْلَنْكَكَ أَي اعْلَنْكَدَ واجتمع.

  قال ابن بري: والمِعْلاك شيء كالسهم يرمى به⁣(⁣١).

  عنك: عَنَكَ الرَّمْلُ يَعْنُكُ عُنُوكاً وتَعَنَّكَ: تعَقَّد وارتفع فلم يكن فيه طريق.

  ورَملة عانِكٌ: فيها تَعَقُّد لا يقدر البعير على المشي فيها إلا أَن يَحْبُوَ؛ يقال: قد أَعْنَك البعيرُ؛ ومنه قول رؤبة:

  أَوْدَيْتَ إن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك

  يقول: هلكتَ إن لم تحملْ حَمالَتي بجَهْد.

  واعْتَنَك البعير واستَعْنَك: حَبَا في العِانِكِ فلم يقدر على السير.

  وأَعنَكَ الرجلُ: وقع في العِنْكة، واحدها عِنْك، وهو الرمل الكثير.

  وفي حديث أُم سلمة: ما كان لك أَن تُعَنِّكيها؛ التَّعْنيك: المشقة والضيق والمنع، من اعْتَنَك البعيرُ إذا ارْتَطَمَ في الرمل لا يقدر على الخلاص منه، أَو من عَنَك البابَ وأَعْنَكَه إذا أَغلقه، وقد روي ما كان لك أَن تُعَنِّقِيها، بالقاف، وقد تقدم ذكره، وقد مر في ترجمة علك في وصف جرير منزله بِبيشَة وحُموض وعَلاك، وقع هذا الحرف على رواية الطبراني: وعَنَاك، بالنون، وفسر بالرمل، والرواية باللام، وقد تقدم ذكره.

  وعَنَكَت المرأةُ على زوجها: نَشَزت، وعلى أَبيها: عصته.

  ورواه ابن الأَعرابي: عَتَكَتْ، بالتاء.

  وعَنَكَ الفرسُ: حَمَلَ وكرَّ؛ قال:

  نُتْبعُهم خَيْلًا لنا عَوانِكا

  ورواه ابن الأَعرابي بالتاء أَيضاً، وقد تقدم.

  والعَانِكُ: اللازم، والتاء أَعلى.

  الليث: والعَانِكُ الأَحمر، يقال: دم عانكٌ وعِرْق عانِك إذا كان في لونه صفرة؛ وأَنشد:

  أَو عانِكٍ كَدمِ الذبيح مُدامِ

  والعانِكُ من الرمل: في لونه حمرة؛ قال الأَزهري: كل ما قاله الليث في العانك فهو خطأ وتصحيف، والذي أَراد الليث من صفة الحمرة فهو عاتك، بالتاء، وقد تقدم.

  وقال أَيضاً عن ابن الأَعرابي: سمعت أَعرابيّاً يقول أَتانا بنبيذ عاتك، يصيّر الناسك مثل الفَاتِك؛ والعانِكُ من الرمال: ما تَعَقَّد كما فسره الأَصمعي لا ما فيه حمرة؛ وأَما استشهاده بقوله:

  أَو عانك كدم الذبيح مدام

  فإن الرواة يروونه: أَو عاتق، قال: وكذا الإِيادي فيما رواه، وإن كان قد وقع لليث بالكاف فهو عاتك كما رويته عن ابن الأَعرابي.

  والعِنْكُ والعَنْكُ والعُنْكُ: سُدْفَةٌ من الليل تكون من أَوّله إلى ثلثه، وقيل: قِطْعة مظلمة؛ حكاه ثعلب قال: والكسر أَفصح، والجمع أَعْناك، وقد تقدّمت في التاء.

  قال الأَزهري: روي لنا عن الأَصمعي أَتانا بعد عِنْك أَي بعد ساعة وهُدُوّ؛ ويقال: مكث عِنْكاً أَي عَصْراً وزماناً؛ قال أَبو تُراب: العِنْك الثلث الباقي من الليل؛ قال الشاعر:


(١) ١ زاد المجد: العكلة، محركة، الناقة السمينة.