لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 470 - الجزء 10

  سائره؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  إزْرَتُه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا ... مِشْيَتُه في الدار هاكَ رَكَّا⁣(⁣١)

  قال: وهاكَ رَكَّ حكاية تبختره.

  وعَكَّةُ: اسم بلد في الثُّغور؛ وفي الحديث: طُوبى لمن رأَى عَكَّةَ.

  قال الفراء: يقال هذه أَرضُ عُكَّةٍ بإضافة وغير إضافة إذا كانت حارّة؛ وأَنشد:

  بِبلدةِ عُكَّةٍ لَزِجٍ نَداها ... تَضَمَّنَتِ السَّمائمَ والذُّبابا

  والعُكَّةُ: تكون مع الجَنُوب والصِّبا.

  وقال ساجع العرب: إذا طلعت العُذْرة، لم يبق بعُمانَ بُسْرة، ولا لأَكَّارٍ بُرَّة، وكانت عُكَّةٌ نُكْرة، على أَهل البصرة.

  وفي حاشية التهذيب: رواية الليث نكرة، بالنون؛ قال ثعلب: والصحيح بكرة، بالباء؛ وفي الحاشية: قال الجرجاني هذا الباب كله راجع إلى معنى واحد وهو تَرَدُّد الشيء وتكاتفه، تقول ما زلتُ أَعُكُّه بالقول حتى غضب أَي أُردِّدُ عليه الكلام، ومنه عَكَّتْه الحُمَّى، ومنه عُكَّة السمن لأَنه يُكْنَزُ فيها كَنْزاً، ويقال: سمنت المرأة حتى صارت كالعُكَّة، ومنه قيل لليوم الحار: يوم عَكٌّ وعَكِيكٌ، يريد شدَّة احْتِدامه وتكائفه؛ قال: وهذا قول المبرد.

  علك: عَلَكَتِ الدابةُ اللجامَ تَعْلُكه عَلْكاً: لَاكَتْه وحركته في فيها، قال النابغة الذبياني:

  خَيْلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ... تحتَ العَجاجِ، وأُخْرى تَعْلُك اللُّجُما

  وعَلَكَ نَابَيْه: حَرَقَ أَحدهما بالآخر فحدث بينهما صوت، قال العُجَيرُ السَّلوليُّ:

  فجئتُ، وخَصْمِي يَعْلُكونَ نُيوبَهم ... كما وُضِعَتْ تحتَ الشِّفارِ عَزُوزُ

  وعَلَكَ الشيءَ يَعْلُكه ويَعْلِكه عَلْكاً: مَضَغه ولَجْلَجه.

  وطعام عالك وعَلِكٌ: مَتِينُ المَمْضغة.

  والعِلْكُ: ضرب من صمغ الشجر كاللُّبان يمضغ فلا يَنماع، والجمع عُلوك وأَعْلاك، وقد عَلَكه، وبائعه عَلَّاك.

  وما ذُقْتُ عَلاكاً أَي ما يُعْلَك.

  وفي الحديث: أَنه مر برجل وبُرْمَتُه تَفور على النار فتناوَلَ منها بَضْعَةً فلم يزل يَعْلُكُها حتى أَحرم في الصلاة أَي يَمْضَغُها.

  وعَلَّكَ القِرْبة، بالتشديد: أَجاد دبغها، عن أَبي حنيفة.

  وعَلَّكَ مالَه: أَحسن القيامَ عليه، قال:

  وكائنْ من فَتًى سَوْءٍ تَراه ... يُعَلِّكُ هَجْمَةً: حُمْراً وجُونا

  وشئ عَلِكٌ أَي لزِجٌ.

  وعَلَّكَ يديه على ماله: شَدَّهما من بخله فلم يَقْرِ ضيفاً ولا أَعطى سائلًا.

  والعَلِكَةُ: شِقْشِقَةُ الجمل عند الهدير، قال رؤية:

  يَجْمَعْنَ رَاراً وهَدِيراً مَحْضا ... في عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضا

  والعَلَكُ والعُلاكُ: شجر ينبت بالحجاز، قال أَبو حنيفة: هو شجر لم أَسمع له بحِلْيَة.

  وفي حديث لجرير بن عبد الله: أَن النبي، ، سأَله عن منزله بِبيشَةَ فوصفها جرير فقال: سَهْلٌ ودَكْداك، وسَلَمٌ وأَراك، وحَمْضٌ وعَلاك، العَلاك: شجر ينبت بناحية الحجاز، ويروى بالنون وسنذكره في موضعه، ويقال له العَلَكُ أَيضاً، قال لبيد:

  لَتَبَقَّطَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقيمةً ... فَجُنوبَ ناصِفَةٍ لِقاحُ الحَوْأَبِ

  والعَوْلَكُ: عِرْق في رحم الشاة، وهو أَيضاً عِرْق


(١) قوله: تَجِدْه، بالجزم، هكذا في الأَصل.