لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 482 - الجزء 10

  الرسالة عن الله ø، فحذفت الهمزة وأُلقيت حركتها على الساكن قبلها، والجمع ملائكة جمعوه مُتَمَّماً وزادوا الهاء للتأنيث، وقوله ø: والمَلَكُ على أَرجائها؛ إنما عَنى به الجنس، وفي المحكم لابن سيده ترجمة أَلك مقدَّمة على ترجمة لأَك، وقال في كتابه ما نصه: إنما قدَّمت باب مألَكة على باب مَلأَكة لأَن مأْلكة أَصل وملأَكة فرع مقلوب عنها، ألا ترى أَن سيبويه قدَّم مألكة على ملأَكة فقال: وقالوا مَألَكة ومَلأَكة؟ فلم يكن سيبويه على ما هو به من التقدُّم والفضل ليبدأ بالفرع على الأَصل، هذا مع قولهم الأَلوكُ، قال: فلذلك قدَّمناه، وإلَّا فقد كان الحكم أَن نقدِّم مَلأَكة على مَألكة لتقدُّم اللام في هذه الرتبة على الهمزة، وهذا هو ترتيبه في كتابه؛ قال وأَما قول رُوَيْشِدٍ:

  فأَبْلِغْ مَالَكاً أَنَّا خَطَبْنا ... فإنا لم نُلايِمْ بَعْدُ أَهلا

  قال: فإنه ظن مَلَك الموت من م ل ك فصاغ مالَكاً من ذلك، وهو غلط منه؛ وقد غلط بذلك في غير موضع من شعره كقوله:

  غَدا مالَكٌ يَبْغِي نسائي، كأنما ... نِسائي لسَهْمَيْ مالَكٍ غَرَضانِ

  وقوله:

  فيا رَبِّ فاتْرُكْ لي جُهَيْنَةَ أَعْصُراً ... فمالَكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني

  وذلك أَنه رآهم يقولون مَلَكٌ، بغير همزة، وهم يريدون مَلأَك فتوهم أَن الميم أَصل وأَن مثال مَلَك فَعَلٌ كفَلَكٍ وسَمَكٍ، وإنما مثاله مَلأَكٌمَفْعَلٌ، والعين محذوفة أُلزمت التخفيف إلا في الشاذ؛ وهو قوله:

  فلسْتَ لإِنْسِيٍّ، ولكن لمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوبُ

  ومثل غلط رُوَيْشد كثير في شعر الأَعراب الجُفاة.

  واسْتَلأَكَ له: ذهب برسالته، عن أَبي علي.

  وفي ترجمة ملك أَشياء كثيرة تتعلق بهذا الحرف فليتأَمل هناك.

  لبك: اللَّبْكُ: الخَلْطُ، لَبَكْتُ الأَمْرَ أَلْبُكُه لَبْكاً.

  اللَّبْكُ واللَّبْكَةُ: الشيء المخلوط.

  لَبَكَه يَلْبُكه لَبْكاً: خلطه، ولَبِكَ الأَمْرُ لَبَكاً.

  وسأَل الحسنَ رجلٌ عن مسألة ثم أَعاد عليه فغيَّر مسألته فقال له الحسن: لَبَكْتَ عليّ أَي خلطت عليّ، ويروى: بَكَلْتَ، والتَبَكَ الأَمْرُ: اختلط والتبس.

  وأَمر مُلْتَبِكٌ: ملتبس، على النسب؛ قال زهير:

  رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيّ، فاحْتَمَلُوا ... إلى الظَّهِيرَةِ؛ أَمْرٌ بينهم لَبِكُ

  أَي ملتبس لا يستقيم رأيهم على شيء واحد.

  وأَمر لَبِيكٌ أَي مختلط.

  ولَبَكْتُ السَّوِيقَ بالعسل: خلطته؛ وقال أُمَيّة بن أَبي الصَّلْتِ الثَقَفيّ:

  إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاء ... لُبابَ البُرّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ

  أَي من لباب البريعني الفالُوذَ.

  واللَّبِيكَةُ من الغَنَم: كالبَكِيلَة.

  ابن السكيت عن الكلابيّ قال: أَقول لَبِبيكة من غنم، وقد لَبَكُوا بين الشاء أَي خلطوا بينها، وهو مثل البَكِيلةَ.

  وقال عَرَّام: رأَيت لُباكةً من الناس ولَبِيكة أَي جماعة.

  واللَّبِيكة: أَقِطٌ ودقيقٌ أَو تمر ودقيق يخلط ويصب السمن عليه أو الزيت ولا يطبخ.

  واللَّبْكُ: جمعك الثريد لتأكله.

  واللَّبَكَةُ، بالتحريك: اللقمة من الثريد، وقيل: