لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 54 - الجزء 1

  يَحْتَؤُه حَتْأً وأَحْتَأَه، بالأَلف: خاطَه، وقيل: خاطَه الخِياطة الثانية، وقيل: كَفَّه؛ وقيل: فَتَلَ هُدْبَه وكَفَّه؛ وقيل: فَتَلَه فَتْلَ الأَكْسِيةِ.

  والحِتْءُ: ما فَتَلَه منه.

  وحَتَأَ العُقْدةَ وأَحْتَأَها: شدَّها.

  وحَتَأْتُه حَتْأً إذا ضربته، وهو الحَتْء، بالهمز.

  وحَتَأَ المرأةَ يَحْتَؤُها حَتْأً: نَكَحَها، وكذلك خَجَأَها.

  والحِنْتَأْوُ: القصير الصغير، ملحق بِجِرْ دَحْلٍ، وهذه اللفظة أَتى بها الأَزهري في ترجمة حنت، رجل حِنْتَأْوٌ وامرأَة حِنْتَأْوةٌ، قال: وهو الذي يُعْجَب بنفسه، وهو في أَعين الناس صغير؛ وسنذكره في موضعه؛ وقال الأَزهري في الرباعي أَيضاً: رجل حِنْتَأْوٌ، وهو الذي يُعْجِبه حُسنه، وهو في عيون الناس صغير، والواو أَصلية.

  حجأ: حَجِئَ بالشيء حَجَأً: ضنَّ به، وهو به حَجِئٌ، أَي مولع به ضنين، يهمز ولا يهمز.

  قال:

  فَإنِّي بالجَمُوحِ وأُمِّ بَكْرٍ ... ودَوْلَحَ، فاعْلَموا، حَجِئٌ، ضَنِينُ

  وكذلك تَحَجَّأْتُ به.

  الأَزهري عن الفرّاء: حَجِئتُ بالشيء وتَحجَّيْتُ به، يهمز ولا يهمز: تَمَسَّكت به، ولَزِمْتُه، قال: ومنه قول عديّ بن زيد:

  أَطَفَّ، لأَنْفِه المُوسَى، قَصِيرٌ ... وكانَ بأَنْفِه حَجِئاً، ضَنِينا

  وحَجِئ بالأَمر: فَرِح به، وحَجَأْتُ: فَرِحْتُ به.

  وحَجِئَ بالشيء وحَجَأَ به حَجْأً: تَمَسَّكَ به ولَزِمَه.

  وانه لَحَجِئٌ أَن يَفْعَل كذا أَي خَلِيقٌ، لغة في حَجِيٍّ، عن اللحياني، وانهما لَحجِئان وإِنهم لحَجِئون وإِنها لحَجِئةٌ وإِنهما لَحَجِئتان وإِنّهنّ لَحَجايا مثل قولك خطايا.

  حدأ: الحِدَأَةُ: طائر يَطِير يَصِيدُ الجِرْذان، وقال بعضهم: انه كان يصيد على عَهد سُلَيْمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكان من أَصْيدِ الجَوارِح، فانْقَطَع عنه الصَّيْد لدَعْوة سليمان.

  الحِدَأَةُ: الطائر المعروف، ولا يقال حِداءةٌ؛ والجمع حِدَأ، مكسور الأَوّل مهموز، مثل حِبَرَةٍ وحِبَرٍ وعِنَبَةٍ وعِنَبٍ.

  قال العجاج يَصِفُ الأَثافِيَّ:

  كما تَدَانَى الحِدأُ الأُوِيُّ

  وحِداءُ، نادرة؛ قال كثير عَزة:

  لَكَ الوَيْلُ مِنْ عَيْنَيْ خُبَيْبٍ وثابِتٍ ... وحَمْزَةَ، أَشْباه الحِداءِ التَّوائم

  وحِدْآنٌ أَيضاً.

  وفي الحديث: خَمْسٌ يُقْتَلْن في الحِلِّ والحَرَم، وعَدّ الحِدَأَ منها، وهو هذا الطائر المعروف من الجَوارِحِ؛ التهذيب: وربما فتحوا الحاء فقالوا حَدَأَةٌ وحَدَأ، والكسر أَجود؛ وقال أَبو حاتم: أَهل الحَجاز يُخْطِئون، فيقولون لهذا الطائر: الحُدَيَّا، وهو خطأ، ويجمعونه الحَدادِي، وهو خطأ؛ وروي عن ابن عباس أَنه قال: لا بأْس بقتل الحِدَوْ والإِفعَوْ للمُحرِم، وكأَنها لغة في الحِدَإ.

  والحُدَيَّا: تصغير الحِدَوْ.

  والحَدَا، مقصور: شبْه فأْس تُنْقَر به الحِجارةُ، وهو مُحَدَّد الطَّرَف.

  والحَدَأَةُ: الفأس ذاتُ الرأْسين، والجمع حَدَأ مثل قَصَبَةٍ وقَصَبٍ؛ وأَنشد الشماخ يصف إبلاً حِدادَ الأَسْنانِ:

  يُبَاكِرْنَ العِضاه بِمُقْنَعاتٍ ... نَواجِذُهنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ