لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 540 - الجزء 1

  البخيل إِذا قَصَّرَ عن العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ؛ ومنه قول الشاعر:

  مَناتِينُ، أَبْرامٌ، كأَنَّ أَكُفَّهُم ... أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبائِلِ

  وفي حديث أَنس: أَن الضَّبَّ لَيَموتُ هُزالاً في جُحْرِه بذَنْبِ ابن آدم أَي يُحْبَسُ المطر عنه بشُؤْم ذنوبهم.

  وإِنما خص الضَّبَّ، لأَنَّه أَطْوَلُ الحيوان نَفَساً وأَصْبَرُها على الجُوع.

  ويروى: أَن الحُبارَى بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطير نَجْعَةً.

  ورجل خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ.

  والضَّبُّ والضِّبُّ: الغَيْظُ والحِقْدُ؛ وقيل: هو الضِّغْن والعَداوة، وجَمْعه ضِباب؛ قال الشاعر:

  فما زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني ... وتُخْرِجُ، من مَكامِنها، ضِبابي

  وتقول: أَضَبَّ فلانٌ على غِلٍّ في قلبه أَي أَضْمره.

  وأَضَبَّ الرجلُ على حِقْدٍ في القلب، وهو يُضِبُّ إِضْباباً.

  ويقال للرجل إِذا كان خَبّاً مَنُوعاً: إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ.

  قال: والضَّبُّ الحِقْد في الصَّدْر.

  أَبو عمرو: ضَبَّ إِذا حَقَد.

  وفي حديث علي، كرّم اللَّه وجهه: كلٌّ منهما حاملُ ضَبٍّ لصاحبه.

  وفي حديث عائشة، ^: فغَضِبَ القاسمُ وأَضَبَّ عليها.

  وضَبَّ ضَبّاً، وأَضَبَّ به: سَكَتَ مثلُ أَضْبَأَ، وأَضَبَّ على الشيءِ، وضَبَّ: سكت عليه.

  وقال أَبو زيد: أَضَبَّ إِذا تكلم، وضَبَّ على الشيءِ وأَضَبَّ وضَبَّبَ: احْتواه.

  وأَضَبَّ الشيءَ: أَخفاه.

  وأَضَبَّ على ما في يديه: أَمسكه.

  وأَضَبَّ القومُ: صاحوا وجَلَّبُوا؛ وقيل: تكلموا أَو كَلَّم بعضُهم بعضاً.

  وأَضَبُّوا في الغارة: نَهَدوا واسْتَغارُوا.

  وأَضَبُّوا عليه إِذا أَكثروا عليه؛ وفي الحديث: فلما أَضَبُّوا عليه أَي أَكثروا.

  ويقال: أَضَبُّوا إِذا تكلموا متتابعاً، وإِذا نَهَضُوا في الأَمر جميعاً.

  وأَضَبَّ فُلانٌ على ما في نفسه أَي سكت.

  الأَصمعي: أَضَبَّ فلانٌ على ما في نفسه أَي أَخرجه.

  قال أَبو حاتم: أَضَبَّ القومُ إِذا سكتوا وأَمسكوا عن الحديث، وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّموا وأَفاضُوا في الحديث؛ وزعموا أَنه من الأَضداد.

  وقال أَبو زيد: أَضَبَّ الرَّجلُ إِذا تكلم، ومنه يقال: ضَبَّتْ لِثَتُه دماً إِذا سالتْ، وأَضْبَبْتُها أَنا إِذا أَسَلْتُ منها الدم، فكأَنه أَضَبَّ الكلام أَي أَخرجه كما يُخْرجُ الدَّمَ.

  وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقبلَ وفيه تَفَرُّقٌ.

  والضَّبُّ والتَّضْبيبُ: تغطية الشيء ودخول بعضه في بعض.

  والضَّبابُ: نَدًى كالغيم.

  وقيل: الضَّبابةُ سحابة تُغَشِّي الأَرضَ كالدخان، والجمع: الضَّبابُ.

  وقيل: الضَّبابُ والضَّبابةُ نَدًى كالغُبار يُغشِّي الأَرضَ بالغَدَواتِ.

  ويقال: أَضَبَّ يَومُنا، وسماءٌ مُضِبَّةٌ.

  وفي الحديث: كنتُ مع النبي، ، في طريق مكة، فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بين الناس؛ هي البُخار المُتَصاعِدُ من الأَرض في يوم الدَّجْنِ، يصير كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لظلمتها.

  وقيل: الضَّبابُ هو السحاب الرقيق؛ سمي بذلك لِتَغطيته الأُفُق، واحدتُه ضَبابة.

  وقد أَضَبَّتِ السَّماءُ إِذا كان لها ضَبَابٌ.

  وأَضَبَّ الغيمُ: أَطْبَقَ.

  وأَضَبَّ يومُنا: صار ذا ضَبابٍ.

  وأَضَبَّتِ الأَرضُ: كثر نباتُها.

  ابن بُزُرْج: