[فصل الخاء المعجمة]
  قال: يعني بالخَلِيل المحتاج الفقير المُخْتَلَّ الحال، والحَرِم الممنوع، ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل كَبِد وكِبْد؛ ومثله قول أُمية:
  ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم ... ونَهْك الحُدود، فكلٌّ حَرِم
  قال ابن دريد: وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج.
  وحكى اللحياني: ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه، وقال: الْزَقْ بالأَخَلِّ فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر.
  واخْتَلَّ إِلى كذا: احتاج إِليه.
  وفي حديث ابن مسعود: تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج الناس إِلى ما عنده؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
  وما ضَمَّ زيدٌ، من مُقيم بأَرضه ... أَخَلَّ إِليه من أَبيه، وأَفقرا
  أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى كذا احتاج، لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه.
  والخَلَّة: كالخَصْلة، وقال كراع: الخَلَّة الخصلة تكون في الرجل.
  وقال ابن دريد: الخَلَّة الخصلة.
  يقال: في فلان خَلَّة حسنة، فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة، وقد يجوز أَن يكون مَثَّل بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة.
  وفي التهذيب: يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة سيئة، والجمعِ خلال.
  ويقال: فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال، وهي الخِصال.
  وخَلَّ في دعائه وخَلَّل، كلاهما: خَصَّص؛ قال:
  قد عَمَّ في دعائه وخَلاً ... وخَطَّ كاتِباه واسْتَمَلاً
  وقال:
  كأَنَّك لم تَسمع، ولم تكُ شاهداً ... غداةَ دعا الداعي فعمَّ وخَلَّلا
  وقال أُفْنون التَّغْلَبي:
  أَبلغْ كِلاباً، وخَلِّلْ في سَراتهم: ... أَنَّ الفؤاد انطوى منهم على دَخَن
  قال ابن بري: والذي في شعره: أَبلغ حبيباً؛ وقال لَقِيط بن يَعْمَر الإِيادي:
  أَبلغ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتهم: ... أَني أَرى الرأْيَ، إِن لم أُعْصَ، قد نَصَعا
  وقال أَوس:
  فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً ... تَخَيَّرتهم فيما أَطوفُ وأَسأَلُ
  بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك ... أَعُمُّ بخير صالحٍ وأُخَلِّل
  قال ابن بري: صواب إِنشاده: بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك، بالفاء ونصب الدال.
  وخلَّل، بالتشديد، أَي خَصَّص؛ وأَنشد:
  عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع، فَأَصبحوا ... أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا
  وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً.
  والخُلَّة: الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته، وجمعها خِلال، وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة؛ وقال النابغة الجعدي:
  أَدُوم على العهد ما دام لي ... إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب