لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 257 - الجزء 11

  وأَذَلَّه: وجده ذَلِيلاً.

  واسْتَذَلُّوه: رأَوه ذَلِيلاً، ويُجْمَع الذَّلِيل من الناس أَذِلَّة وذُلَّاناً.

  والذُّلُّ: الخِسَّة.

  وأَذَلَّه واسْتَذَلَّه كله بمعنى واحد.

  وتَذَلَّل له أَي خَضَعَ.

  وفي أَسماء الله تعالى: المُذِلُّ؛ هو الذي يُلْحِق الذُّلَّ بمن يشاء من عباده وينفي عنه أَنواع العز جميعها.

  واسْتَذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ: نَزع القُراد عنه ليستلذَّ فيأْنس به ويَذِلّ؛ وإِياه عَنى الحُطَيئة بقوله:

  لَعَمْرُك ما قُراد بني قُرَيْع ... إِذا نُزِع القُرادُ، بمستطاع

  وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غير ذِلَّةٍ ... صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِيف

  أَراد غير ذَلِيل أَو غير ذي ذِلَّة، ورفع صَنَابر على البدل من تُرَاث.

  وفي التنزيل العزيز: سَيَنالهم غَضَبٌ من ربهم وذِلَّة في الحياة الدنيا؛ قيل: الذِّلَّة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم، وقيل: الذِّلَّة أَخذ الجزية؛ قال الزجاج: الجزية لم تقع في الذين عبدوا العِجْل لأَن الله تعالى تاب عليهم بقتل أَنفسهم.

  وذُلٌّ ذَلِيل: إِما أَن يكون على المبالغة، وإِما أَن يكون في معنى مُذِلّ؛ أَنشد سيبويه لكعب بن مالك:

  لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سآها ... وحَلَّ بدارهم ذُلٌّ ذَلِيل

  والذِّلُّ، بالكسر: اللِّين وهو ضد الصعوبة.

  والذُّلُّ والذِّلُّ: ضد الصعوبة.

  ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاً وذِلاً، فهو ذَلُولٌ، يكون في الإِنسان والدابة؛ وأَنشد ثعلب:

  وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى، فإِنَّني ... ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ، أَرِيبُ

  عَلَّق ذَلُولاً بالباء لأَنه في معنى رَفِيق ورؤُوف، والجمع ذُلُلٌ وأَذِلَّة.

  ودابة ذَلُولٌ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وقد ذَلَّله.

  الكسائي.

  فرس ذَلُول بيِّن الذِّلِّ، ورجل ذَلِيلٌ بيِّنُ الذِّلَّةِ والذُّلِّ، ودابة ذَلولٌ بيِّنة الذُّلِّ من دواب ذُلُل.

  وفي حديث ابن الزبير: بعض الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله، فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله، وربما كان ذلك سبباً لهلاكه.

  وعَيْرُ المَذَلَّة: الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه؛ وقوله:

  ساقَيْتُه كأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّة ... ذُلُلٍ، مُؤَلَّلة الشِّفار، حِدَاد

  إِنما أَراد مُذَلَّلة بالإِحداد أَي قد أُدِقَّت وأُرِقَّت؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  وذَلَّ أَعْلى الحَوْض من لِطَامها

  أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ.

  وفي الحديث: اللهم اسْقِنا ذُلُل السحاب؛ هو الذي لا رعد فيه ولا بَرْق، وهو جمع ذَلُول من الذِّلّ، بالكسر، ضد الصعب؛ ومنه حديث ذي القرنين: أَنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السحاب وصِعابه فاختار ذُلُله.

  والذُّلُّ والذِّلُّ: الرِّفْقُ والرحمة.

  وفي التنزيل العزيز: واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرحمة.

  وفي التنزيل العزيز في صفة المؤمنين: أَذِلَّة على المؤْمنين أَعِزَّة على الكافرين؛ قال ابن الأَعرابي فيما روى عنه أَبو العباس: معنى قوله أَذِلَّة على المؤمنين رُحَماء رُفَقاء على المؤمنين، أَعِزَّة على الكافرين غِلاظ شِداد على الكافرين؛ وقال الزجاج: معنى أَذِلَّة