لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 545 - الجزء 1

  وفي حديث الزهري: لا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حرام.

  قال: المُضارَبة أَن تُعْطِيَ مالاً لغيرك يَتَّجِرُ فيه فيكون له سهم معلومٌ من الربح؛ وهي مُفاعَلة من الضَّرْب في الأَرض والسَّيرِ فيها للتجارة.

  وضَرَبَت الطيرُ: ذَهَبَتْ.

  والضَّرْب: الإِسراع في السَّير.

  وفي الحديث: لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلَّا إِلى ثلاثة مساجدَ أَي لا تُرْكَبُ ولا يُسارُ عليها.

  يقال: ضَرَبْتُ في الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِي الرزقَ.

  والطَّيْرُ الضَّوارِبُ: المُخْتَرِقاتُ في الأَرضِ، الطالِباتُ أَرزاقَها.

  وضَرَبَ في سبيل اللَّه يَضْرِبُ ضَرْباً: نَهَضَ.

  وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً: أَقام، فهو ضِدٌّ.

  وضَرَبَ البعيرُ في جَهازِه أَي نَفَرَ، فلم يَزَلْ يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حتى طَوَّحَ عنه كلَّ ما عليه من أَداتِه وحِمْلِه.

  وضَرَبَتْ فيهم فلانةُ بعِرْقٍ ذي أَشَبٍ أَي التِباسٍ أَي أَفْسَدَتْ نَسَبَهُم بولادَتِها فيهم، وقيل: عَرَّفَتْ فيهم عِرقَ سَوْءٍ.

  وفي حديث عليّ قال: إِذا كان كذا، وذكَرَ فِتْنةً، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه؛ قال أَبو منصور: أَي أَسْرَع الذهابَ في الأَرض فراراَ من الفتن؛ وقيل: أَسرع الذهابَ في الأَرض بأَتْباعه، ويُقالُ للأَتْباع: أَذْنابٌ.

  قال أَبو زيد: جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع؛ وقال المُسَيَّب:

  فإِنَّ الذي كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ ... أَتَتْنا عُيونٌ به تَضْرِبُ

  قال وأَنشدني بعضهم:

  ولكنْ يُجابُ المُسْتَغيثُ وخَيْلُهم ... عليها كُماةٌ، بالمَنِيَّة، تَضْرِبُ

  أَي تُسْرِعُ.

  وضَرَبَ بيدِه إِلى كذا: أَهْوَى.

  وضَرَبَ على يَدِه: أَمْسَكَ.

  وضَرَبَ على يَدِه: كَفَّه عن الشيءِ.

  وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عليه.

  الليث: ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كذا، وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إِذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فيه، كقولك حَجَرَ عليه.

  وفي حديث ابن عمر: فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ على يَدِه أَي أَعْقِدَ معه البيع، لأَن من عادة المتبايعين أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه في يد الآخر، عند عَقْدِ التَّبايُع.

  وفي الحديث: حتى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ أَي رَوِيَتْ إِبلُهم حتى بَرَكَتْ، وأَقامت مكانَها.

  وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِراباً وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بعضُهم بعضاً.

  وضارَبَني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه: كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً منه.

  وضَرَبَتِ المَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها، ثم ضَرَبَتْ بها فُروجَها ومَشَت، فهي ضَوارِبُ.

  وناقة ضاربٌ وضاربة: فضارِبٌ، على النَّسَب؛ وضاربةٌ، على الفِعْل.

  وقيل: الضَّوارِبُ من الإِبل التي تمتنع بعد اللِّقاح، فتُعِزُّ أَنْفُسَها، فلا يُقْدَرُ على حَلْبها.

  أَبو زيد: ناقة ضاربٌ، وهي التي تكون ذَلُولاً، فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها من قُدَّامها؛ وأَنشد:

  بأَبوال المَخاضِ الضَّوارِبِ

  وقال أَبو عبيدة: أَراد جمع ناقةٍ ضارِب، رواه ابنُ هانئ.

  وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ يضْرِبُها ضِراباً: نكحها؛ قال سيبويه: ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كالنكاح، قال: