لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 554 - الجزء 1

  وقد قيل: إِن اشتقاقَ الطبيب منه، وليس بقويٍّ.

  وكلُّ حاذقٍ بعمَله: طبيبٌ عند العرب.

  ورجل طَبٌّ، بالفتح، أَي عالم؛ يقال: فلان طَبٌّ بكذا أَي عالم به.

  وفي حديث سَلْمان وأَبي الدرداء: بلغني أَنك جُعِلْتَ طَبيباً.

  الطَّبيبُ في الأَصل: الحاذقُ بالأُمور، العارف بها، وبه سمي الطبيب الذي يُعالج المَرْضى، وكُنِيَ به ههنا عن القضاء والحُكْمِ بين الخصوم، لأَن منزلة القاضي من الخصوم، بمنزلة الطبيب من إِصلاح البَدَن.

  والمُتَطَبِّبُ: الذي يُعاني الطِّبَّ، ولا يعرفه معرفة جيدة.

  وفَحْلٌ طَبٌّ: ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب، يعرفُ اللاقِح من الحائل، والضَّبْعَة من المَبْسورةِ، ويَعرفُ نَقْصَ الولد في الرحم، ويَكْرُفُ ثم يعودُ ويَضْرِبُ.

  وفي حديث الشَّعْبي: ووصَفَ معاوية فقال: كان كالجَمَلِ الطَّبِّ، يعني الحاذقَ بالضِّرابِ.

  وقيل: الطَّبُّ من الإِبل الذي لا يَضَعُ خُفَّه إِلا حيثُ يُبْصِرُ، فاستعار أَحدَ هذين المعنيين لأَفْعاله وخِلاله.

  وفي المثل: أَرْسِلْه طَبّاً، ولا تُرْسِلْه طاطاً.

  وبعضهم يَرْويه: أَرْسِلْه طاباً.

  وبعير طَبٌّ: يتعاهدُ موضع خُفِّه أَينَ يَطَأُ به.

  والطِّبُّ والطُّبُّ: السِّحْر؛ قال ابن الأَسْلَت:

  أَلا مَن مُبْلِغٌ حسّانَ عَنِّي ... أَطُبٌّ، كانَ دَاؤُكَ، أَم جُنونُ؟

  ورواه سيبويه: أَسِحْرٌ كان طِبُّكَ؟ وقد طُبَّ الرجلُ.

  والمَطْبوبُ: المَسْحورُ.

  قال أَبو عبيدة: إِنما سمي السِّحْرُ طُبّاً على التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ.

  قال ابن سيده: والذي عندي أَنه الحِذْقُ.

  وفي حديث النبي، : أَنه احْتَجَمَ بقَرْنٍ حين طُبَّ؛ قال أَبو عبيد: طُبَّ أَي سُحِرَ.

  يقال منه: رجُل مَطْبوبٌ أَي مَسْحور، كَنَوْا بالطِّبِّ عن السِّحْر، تَفاؤُلاً بالبُرءِ، كما كَنَوْا عن اللَّديغ، فقالوا سليمٌ، وعن المَفازة، وهي مَهْلكة، فقالوا مَفازة، تَفاؤُلاً بالفَوز والسَّلامة.

  قال: وأَصلُ الطَّبِّ: الحِذْق بالأَشياءِ والمهارةُ بها؛ يقال: رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ إِذا كان كذلك، وإِن كان في غير علاج المرض؛ قال عنترة:

  إِن تُغْدِفي دوني القِناعَ، فإِنَّني ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم

  وقال علقمة:

  فإِن تَسْأَلوني بالنساءِ، فإِنَّني ... بَصيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ

  وفي الحديث: فلعل طَبّاً أَصابَه أَي سِحراً.

  وفي حديث آخر: إِنه مَطْبوبٌ.

  وما ذاكَ بِطِبِّي أَي بدهْري وعادتي وشأْني.

  والطِّبُّ: الطَّويَّة والشهوة والإِرادة؛ قال:

  إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ، فإِن البَينَ ... أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ

  وقول فَرْوةَ بنَ مُسَيْكٍ المُرادِي:

  فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلَّابونَ، قِدْماً ... وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِينا

  فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ، ولكن ... مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا

  كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ ... تَكُرُّ صُروفُه حِيناً فحينا