لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 366 - الجزء 11

  تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ

  والجمع شَمَالاتٌ وشَمائل أَيضاً، على غير قياس، كأَنهم جمعوا شِمَالة مثل حِمَالة وحَمائل؛ قال أَبو خِراش:

  تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمان رِدَاءه ... من الجُودِ، لَمَّا اسْتَقْبَلَتْه الشَّمَائلُ

  غيره: والشَّمَالُ ريح تَهُبُّ من قِبَل الشَّأْم عن يَسار القِبْلة.

  المحكم: والشَّمَالُ من الرياح التي تأْتي من قِبَل الحِجْر.

  وقال ثعلب: الشَّمَال من الرياح ما استْقْبَلَك عن يَمِينك إِذا وَقَفْت في القِبْلة.

  وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الشَّمَال من بنات نَعْشٍ إِلى مَسْقَط النَّسْر الطائر، ومن تَذْكِرَة أَبي عَليٍّ، ويكون اسماً وصِفَةً، والجمع شَمَالاتٌ؛ قال جَذِيمة الأَبْرش:

  رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ

  فأَدْخَل النونَ الخفيفة في الواجب ضرورةً، وهي الشَّمُولُ والشَّيمَل والشَّمْأَلُ والشَّوْمَلُ والشَّمْلُ والشَّمَلُ؛ وأَنشد:

  ثَوَى مَالِكٌ بِبلاد العَدُوّ ... تَسْفِي عليه رِياحُ الشَّمَل

  فإِما أَن يكون على التخفيف القياسي في الشَّمْأَل، وهو حذف الهمزة وإِلقاء الحركة على ما قبلها، وإِما أَن يكون الموضوع هكذا.

  قال ابن سيده: وجاء في شعر البَعِيث الشَّمْل بسكون الميم لم يُسْمَع إِلا فيه؛ قال البَعِيث:

  أَهَاجَ عليك الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ ... بناصِفَةِ البُرْدَيْنِ، أَو جانِبِ الهَجْلِ

  أَتَى أَبَدٌ من دون حِدْثان عَهْدِها ... وجَرَّت عليها كُلُّ نافجةٍ شَمْلِ

  وقال عمرو بن شاس:

  وأَفْراسُنا مِثْلُ السَّعالي أَصَابَها ... قِطَارٌ، وبَلَّتْها بنافِجَةٍ شَمْلِ

  وقال الشاعر في الشَّمَل، بالتحريك:

  ثَوَى مالِكٌ ببلاد العَدُوِّ ... تَسْفِي عليه رِيَاحُ الشَّمَل

  وقيل: أَراد الشَّمْأَلَ، فَخَفَّفَ الهمز؛ وشاهد الشَّمْأَل قول الكُمَيت:

  مَرَتْه الجَنُوبُ، فَلَمَّا اكْفَهَرْرَ ... حَلَّتْ عَزَالِيَه الشَّمْأَلُ

  وقال أَوس:

  وعَزَّتِ الشَّمْأَل الرِّيَاح، وإِذ ... بَاتَ كَمِيعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا⁣(⁣١)

  وقول الطِّرِمَّاح:

  لأْم تَحِنُّ به مَزَامِيرُ ... الأَجانِب والأَشَامِل

  قال ابن سيده: أُراه جَمَع شَمْلاً على أَشْمُل، ثم جَمَع أَشْمُلاً على أَشامِل.

  وقد شَمَلَتِ الرِّيحُ تَشْمُل شَمْلاً وشُمُولاً؛ الأُولى عن اللحياني: تَحَوَّلَتْ شَمَالاً.

  وأَشْمَلَ يَوْمُنا إِذا هَبَّتْ فيه الشَّمَال.

  وأَشْمَلَ القومُ: دَخَلوا في ريح الشَّمَال، وشُمِلُوا⁣(⁣٢) أَصابتهم الشَّمَالُ، وهم


(١) قوله [وعزت الشمأل الخ] تقدم في ترجمة كمع بلفظ وهبت الشمأل البلبل الخ.

(٢) قوله [وشملوا] هذا الضبط وجد في نسخة من الصحاح، والذي في القاموس: وكفرحوا أصابتهم الشمال.