لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 383 - الجزء 11

  الدِّرْع، ومن قال الجُنْثِيَّ بالنصب جَعَله السيفَ؛ يقول: هذه الدِّرْعُ لجَوْدة صنعتها تَمْنَع السيفَ أَن يَمْضي فيها، وأَحْكَم هنا: رَدَّ؛ وقال خالد ابن كلثوم في قول ابن مقبل:

  لِيَبْكِ بَنُو عُثْمانَ، ما دَامَ جِذْمُهم ... عليه بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخُشَب

  الأَصْلالُ: السُّيوفُ القاطعة، الواحد صِلُّ.

  وصَلَّت الإِبل تَصِلُّ صَلِيلاً: يَبِست أَمْعاؤها من العَطَش فَسمِعْت لها صوتاً عند الشُّرب؛ قال الراعي:

  فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً ... لِلْماء في أَجْوافِهِنَّ، صَلِيلاً

  التهذيب: سَمِعت لجوفه صَلِيلاً من العطش، وجاءت الإِبل تَصِلُّ عَطَشاً، وذلك إِذا سمعت لأَجوافها صَوْتاً كالبُحَّة؛ وقال مُزاحِم العُقَيْلي يصف القَطَا:

  غَدَتْ مِنْ عَلَيْه، بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها ... تَصِلُّ، وعن قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل

  قال ابن السكيت في قوله مِنْ عَلَيْه: مِنْ فَوْقِه؛ يعني مِنْ فوق الفَرْخ، قال: ومعنى تَصِلُّ أَي هي يابسة من العطش، وقال أَبو عبيدة: معنى قوله مِنْ عَلَيْه مَنْ عند فَرْخها.

  وصَلَّ السِّقاءُ صَليلاً: يَبِس.

  والصَّلَّة: الجِلُد اليابس قبل الدِّباغ.

  والصَّلَّة: الأَرضُ اليابسة، وقيل: هي الأَرض التي لم تُمْطَر⁣(⁣١) بين أَرضيْن مَمْطورتين، وذلك لأَنها يابسة مُصَوِّتة، وقيل: هي الأَرض ما كانت كالسَّاهِرة، والجمع صلالٌ.

  أَبو عبيد: قَبَرَه في الصَّلَّة وهي الأَرض.

  وخُفٌّ جَيِّد الصَّلَّة أَي جَيّد الجلد، وقيل أَي جيّد النَّعْل، سُمِّي باسم الأَرض لأَن النّعل لا تُسمّى صَلَّةً؛ ابن سيده: وعندي أَن النَّعْل تُسَمّى صَلَّة ليُبْسها وتصويتها عند الوطء، وقد صَلَلْتُ الخُفَّ.

  والصِّلالة: بِطانة الخُفِّ.

  والصَّلَّة: المَطْرة المتفرقة القليلة، والجمع صِلالٌ.

  ويقال: وقَع بالأَرض صِلالٌ من مطر؛ الواحدة صَلَّة وهي القِطَعُ من الأَمطار المتفرقة يقع منها الشيءُ بعد الشيء؛ قال الشاعر:

  سَيَكْفِيك الإِله بمُسْنَماتٍ ... كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا

  وقال ابن الأَعرابي في قوله:

  كجندَل لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا

  قال: أَراد الصَّلاصِلَ وهي بَقايا تَبْقى من الماء، قال أَبو الهيثم: وغَلِطَ إِنما هي صَلَّة وصِلالٌ، وهي مَواقع المطر فيها نبات فالإِبل تتبعها وترعاها.

  والصَّلَّة أَيضاً: القِطْعة المتفرقة من العشب سُمِّي باسم المطر، والجمع كالجمع.

  وصَلَّ اللحمُ يَصِلُّ، بالكسر، صُلولاً وأَصَلَّ: أَنتنَ، مطبوخاً كان أَو نيئاً؛ قال الحطيئة:

  ذاك فَتىً يَبْذُل ذا قِدْرِه ... لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلول

  وأَصَلَّ مثله، وقيل: لا يستعمل ذلك إِلا في النِّيء؛ قال ابن بري: أَما قول الحطيئة الصُّلول فإِنه قد يمكن أَن يقال الصُّلُّول ولا يقال صَلَّ، كما يقال العَطاء من أَعْطى، والقُلوع من أَقلَعَتِ الحُمَّى؛ قال الشماخ:


(١) قوله [وقيل هي الأرض التي لم تمطر الخ] هذه عبارة المحكم، وفي التكملة؛ وقال ابن دريد الصلة الأرض الممطورة بين أرضين لم يمطرن.