لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 538 - الجزء 11

  من شعبان.

  ورأَيته قَبَلاً وقُبُلاً وقُبَلاً وقِبَلاً وقَبَلِيًّا وقَبيلاً أَي مُقابَلة وعِيَاناً.

  وفي حديث آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أَن اللَّه خلقه بيده ثم سَوَّاه قِبَلاً، وفي رواية: أَن اللَّه كلَّمه قِبَلاً أَي عِياناً ومُقابَلة لا من وراء حجاب، ومن غير أَن يولِّيَ أَمرَه أَو كلامه أَحداً من ملائكته، ورأَيت الهلال قَبَلاً كذلك، وقال اللحياني: القَبَل، بالفتح، أَن ترى الهلال أَول ما يُرى ولم يُرَ قَبْل ذلك، وكذلك كل شيء أَول ما يرى فهو قَبَل.

  الأَصمعي: الأَقْبال ما استقبلك من مُشرِف، الواحد قَبَل، قال: والقَبَل أَن يُرى الهلال أَول ما يُرَى ولم يُرَ قبل ذلك.

  ابن الأَعرابي: قال رجل من بني ربيعة بن مالك: إِن الحق بِقَبَل، فمن تعدَّاه ظَلم، ومن قصر عنه عجز، ومن انتهى إِليه اكتفى، قال: بقَبَل أَي يتَّضح لك حيث تراه، وهو مثل قولهم: إِن الحق عارِي.

  وفي حديث أَشراط الساعة: وأَن يُرَى الهلال قَبَلاً أَي يُرَى ساعة ما يطلُع لعظمه ووضُوحه من غير أَن يُتَطلَّب، وهو بفتح القاف والباء.

  الزجاج: كل ما عاينته قلتَ فيه أَتاني قَبَلاً أَي مُعاينة، وكل ما استقبلك فهو قَبَل، وتقول: لا أُكلمك إلى عشر من ذي قَبَل وقِبَل، فمعنى قِبَل إلى عشر مما تُشاهده من الأَيام، ومعنى قَبَل إلى عشر يَستقبلنا،.

  وقال الجوهري: أَي فيما أَستأْنف.

  وقَبَّح اللَّه منه ما قَبَل وما دَبَر، وبعضهم لا يقول منه فَعَل.

  والإِقْبال: نقيض الإِدْبار، قالت الخنساء:

  تَرْتَعُ ما غَفَلَتْ حتى إِذا ادَّكَرَتْ ... فإِنما هي إِقْبالٌ وإِدْبارُ

  قال سيبويه: جعلُها الإِقْبالَ والإِدْبارَ على سعة الكلام، قال ابن جني: الأَحسن في هذا أَن يقول كأَنها خلقت من الإِقبال والإِدْبار لا على أَن يكون من باب حذف المضاف أَي هي ذاتُ إِقبال وإِدبار، وقد ذكر تعليله في قوله ø: خلق الإِنسان من عَجَل.

  وقد أَقبل إِقْبالاً وقَبَلاً، عن كراع واللحياني، والصحيح أَن القبْل الاسم، والإِقْبال المصدر.

  وقَبَل على الشيء وأَقْبَل: لزِمه وأَخذ فيه.

  وأَقْبَلَتِ الأَرض بالنبات: جاءت به.

  ورجل مُقابَل مُدابَر: محض من أبويه، وقيل: رجل مُقابَل ومُدابَر إِذا كان كريم الطَّرَفين من قِبَل أَبيه وأُمِّه.

  وقال اللحياني: المُقابَل الكريم من كلا طرَفيه، وقيل: مُقابَل كريم النسَب من قِبَل أَبويه وقد قُوبِلَ، وقال:

  إِن كنت في بكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولةً ... فأَنا المُقابَلُ في ذوي الأَعْمام

  ويقال: هذا جاري مُقابِلي ومُدابِري، وأَنشد:

  حَمَتْك نفسِي معَ جاراتي ... مُقابِلاتي ومُدابِراتي

  وناقة مُقابَلة مُدابَرة وذات إِقْبالة وإِدْبارة وإِقْبال وإِدْبار، عن اللحياني، إِذا شُقَّ مقدَّم أُذُنها ومؤخَّرها وفُتِلت كأَنها زَنَمَة، وكذلك الشاة، وقيل: الإِقْبالة والإِدْبارة أَن تُشقَّ الأُذُن ثم تُفْتَل، فإِذا أُقبل به فهو الإِقْبالة وإذا أُدْبِر به فهو الإِدْبارة، والجلدة المُعلَّقة أَيضاً هي الإِقْبالة والإِدْبارة، ويقال لها القِبَال والدِّبارُ، وقيل: المُقابَلة الناقة التي تُقرَض قَرْضةٌ من مقدَّم أُذنها مما يلي وجهها، حكاه ابن الأَعرابي.

  وقال اللحياني: شاة مُقابَلة ومُدابَرة وناقة مُقابَلة ومُدابَرة، فالمُقابَلة التي تُقرَض أُذنها من قِبَل وجهها، والمُدابَرة التي تُقرَض أُذنها من