لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 581 - الجزء 11

  عنه أَكْبُله؛ هي جمع قِلَّة للكَبْل القَيْدِ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

  مُتَيَّم إِثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ

  أَي مقيَّد.

  وكَبَله يَكْبِله كَبْلاً وكَبَّلَه وكَبَله كبْلاً:⁣(⁣١) حَبسه في سجن أَو غيره، وأَصله من الكَبْل؛ قال:⁣(⁣٢).

  إِذا كنتَ في دارٍ يُهِينُكَ أَهلُها ... ولم تَكُ مَكْبُولاً بها، فتحوَّل

  وفي حديث عثمان: إِذا وقعت السُّهْمان فلا مُكابَلة؛ قال أَبو عبيد: تكون المُكابَلة بمعنيين: تكون من الحَبْس، يقول إِذا حُدَّتِ الحُدودُ فلا يُحْبَس أَحد عن حقِّه، وأَصله من الكَبْل القَيْد، قال الأَصمعي: والوجه الآخر أَن تكون المُكابَلة مقلوبة من المُباكَلة أَو المُلابكة وهي الاختلاط؛ وقال أَبو عبيدة: هو من الكَبْل ومعناه الحبس عن حقه، ولم يذكر الوجه الآخر؛ قال أَبو عبيد: وهذا عندي هو الصواب، والتفسير الآخر غلط لأَنه لو كان من بَكَلْت أَو لَبَكْت لقال مُباكَلة أَو مُلابَكةً، وإِنما الحديث مُكابلَة؛ وقال اللحياني في المُكابَلة؛ قال بعضهم هي التأْخير.

  يقال: كَبَلْتُك دَيْنَك أَخَّرته عنك، وفي الصحاح: يقول إِذا حُدَّت الدار، وفي النهاية: إِذا حُدَّت الحُدود فلا يحبَس أَحد عن حقه كأَنه كان لا يرى الشُّفْعة للجار؛ قال ابن الأَثير: هو من الكَبْل القيد، قال: وهذا على مذهب من لا يرى الشفعة إِلَّا للخَلِيط؛ المحكم: قال أَبو عبيد قيل هي مقلوبة من لَبَك الشيء وبَكَله إِذا خلَطه، وهذا لا يسوغ لأَن المُكابَلة مصدر، والمقلوب لا مصدر له عند سيبويه.

  والمُكابلَة أَيضاً: تأْخير الدَّيْن.

  وكَبَله الدينَ كَبْلاً: أَخَّره عنه.

  والمُكابلَة: التأْخير والحبس، يقال: كَبَلْتُك دَيْنَك.

  وقال اللحياني: المُكابلَة أَن تُباع الدار إِلى جنب دارك وأَنت تريدها ومحتاج إِلى شرائها، فتؤخر ذلك حتى يستوجبها المشتري ثم تأْخذها بالشُّفْعة وهي مكروهة، وهذا عند من يَرى شُفعة الجِوار.

  وفي الحديث: لا مُكابلة إِذا حُدَّت الحُدود ولا شُفْعة؛ قال الطِّرِمَّاح:

  متى يَعِدْ يُنْجِزْ، ولا يَكْتَبِلْ ... منه العطايا طولُ إِعْتامِها

  إِعْتامُها: الإِبطاء بها، لا يَكْتَبِل: لا يحتبس.

  وفَرْوٌ كَبْلٌ: كثير الصوف ثقيل.

  الجوهري: فَرْوٌ كَبَل، بالتحريك، أَي قصير.

  وفي حديث ابن عبد العزيز: أَنه كان يلبَس الفَرْوَ والكَبْل؛ قال ابن الأَثير: الكَبْل فَرْوٌ كبير.

  والكَبْل: ما ثُنيَ من الجلد عند شَفةِ الدلو فخُرِز، وقيل: شَفَتُها، وزعم يعقوب أَن اللام بدل من النون في كَبْن.

  والكابُول: حِبالة الصائد، يمانية.

  وكابُلُ: موضع، وهو عجمي؛ قال النابغة:

  قُعوداً له غَسَّانُ يَرْجُون أَوْبَه ... وتُرْكٌ ورَهْطُ الأَعْجَمِين وكابُلُ

  وأَنشد ابن بري لأَبي طالب:

  تُطاعُ بِنا الأَعداءُ، ودُّوا لَوَ أَنَّنا ... تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُرْكٍ وكابُل

  فكابُل أَعجمي ووزنه فاعُل، وقد استعمله الفرزدق كثيراً في شعره؛ وقال غوبة بن سلمى:⁣(⁣٣).


(١) قوله [وكَبَله كَبْلاً] تكرار لما سبق الكلام عليه.

(٢) قوله [من الكبل قال] هكذا في الأصل ولعله من الكبل القيد قال الخ نظير ما يأتي بعده.

(٣) قوله [وقال غوبة بن سلمى] كذا بالأصل، والذي في ياقوت: وقال فرعون بن عبد الرحمن يعرف بابن سلكة من بني تميم بن مرّ: وددت الخ.