لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 608 - الجزء 11

  سيبويه في كل ذلك، وحكى ابن الأَعرابي لَيْلاة؛ وأَنشد:

  في كلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاه ... حتى يقولَ كلُّ راءٍ إِذ رَاه:

  يا وَيْحَه من جَمَلٍ ما أَشْقاه

  وحكى الكسائي: لَيايِل جمع لَيْلة، وهو شاذ؛ وأَنشد ابن بري للكميت:

  جَمَعْتُك والبَدْرَ بنَ عائشةَ الذي ... أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللَّيَايِل

  الجوهري: الليل واحد بمعنى جمع، وواحده ليلة مثل تَمْرة وتَمْر، وقد جمع على لَيالٍ فزادوا فيه الياء على غير قياس، قال: ونظيره أَهل وأَهالٍ، ويقال: كأَنَّ الأَصل فيها لَيْلاة فحذفت.

  واللَّيْنُ: اللَّيْل على البدل؛ حكاه يعقوب؛ وأَنشد:

  بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْنْ ... لا يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ،

  ما دامَ مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْنْ

  قال ابن سيده: هكذا أَنشده يعقوب في البدل ورواه غيره:

  بَناتُ وُطَّاءٍ على خَدّ اللَّيْلْ ... لأُمِّ مَنْ لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ

  وليلة لَيْلاءُ ولَيْلى: طويلة شديدة صعبة، وقيل: هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة، وبه سميت المرأَة ليلى، وقيل: اللَّيْلاء ليلة ثلاثين، ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك، قال: وأَظنهم أَرادوا بِمُلَيَّل الكثرة كأَنهم توهَّموا لُيِّل أَي ضُعِّف ليالي؛ قال عمرو بن شَأْس:

  وكان مجُودٌ كالجَلامِيدِ بعدَما ... مَضى نصفُ لَيْلٍ، بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ⁣(⁣١)

  التهذيب: الليث تقول العرب هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إِذا اشتدَّت ظُلمتها، ولَيْلٌ أَلْيَل.

  وأَنشد للكُميت: ولَيْلهم الأَليَل؛ قال: وهذا في ضرورة الشعر وأَما في الكلام فلَيْلاء.

  وليلٌ أَلْيَلُ: شديد الظلمة؛ قال الفرزدق:

  قالوا وخاثِرُه يُرَدُّ عليهمُ ... والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ

  ولَيْلٌ أَليَلُ: مثل يَوْم أَيْوَمُ.

  وأَلالَ القومُ وأَليَلوا: دخلوا في الليل.

  ولايَلْتُه مُلايَلةً ولِيالاً: استأْجرته لليلة؛ عن اللحياني.

  وعامَله مُلايَلةً: من الليل، كما تقول مُياوَمة من اليوم.

  النضر: أَلْيَلْتُ صِرْت في الليل؛ وقال في قوله:

  لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ

  يقول: أَسير بالنهار ولا أَستطيع سُرى الليل.

  قال: وإِلى نصف النهار تقول فعلتُ الليلةَ، وإِذا زالت الشمس قلتَ فعلتُ البارحةَ لِلَّيْلةِ التي قد مضت.

  أَبو زيد: العرب تقول رأَيت الليلةَ في منامي مُذْ غُدْوةٍ إِلى زَوال الشمس، فإِذا زالت قالوا رأَيت البارحةَ في منامي، قال: ويقال تَقْدَمُ الإِبلُ هذه الليلةَ التي في السماء إِنما تعني أَقربَ الليلي من يومك، وهي الليلةُ التي تليه.

  وقال أَبو مالك: الهِلالُ في هذه الليلةِ التي في السماء يعني الليلةَ التي تدخلها، يُتَكَلَّم بهذا في النهار.

  ابن السكيت: يقال لِلَيْلة ثمانٍ وعشرين الدَّعْجاءُ، ولليلة تسعٍ وعشرين الدَّهماءُ،


(١) قوله [وكان مجود] هكذا في الأصل.