لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 26 - الجزء 12

  وإِمامُ القِبلةِ: تِلْقاؤها.

  والحادي: إمامُ الإِبل، وإِن كان وراءها لأَنه الهادي لها.

  والإِمامُ: الطريقُ.

  وقوله ø: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يعني قومَ لوط وأَصحابَ الأَيكةِ.

  والإِمامُ: الصُّقْعُ من الطريق والأَرض.

  وقال الفراء: وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين، يقول: في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع.

  والأَمامُ: بمعنى القُدّام.

  وفلان يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم.

  ويقال: صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إِذا جَعَلْته اسماً، وتقول: أَخوك أَمامَك، بالنصب، لأَنه صفة؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً:

  فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه ... مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها⁣(⁣١)

  يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ.

  وكِلا فَرْجَيها: وهو خَلْفُها وأَمامُها.

  تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ.

  مَوْلَى مَخافَتِها أَي وَلِيُّ مَخافَتِها.

  وقال أَبو بكر: معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ.

  يقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، ويكون الإِمامُ رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين، ويكون الكتابَ، قال الله تعالى: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قال الله تعالى: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، ويكون الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بيت النابغة:

  بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ

  معناه على مِثال؛ وقال لبيد:

  ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها

  والدليل: إِمامُ السَّفْر.

  وقوله ø: وجَعَلْنا للمُتَّقِين إِماماً؛ قال أَبو عبيدة: هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله:

  في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا

  وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ.

  وقل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ، وقيل: هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قد قالوا إِمامان، وإِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو العَلاء عن أَبي علي الفارسي قال: وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ كثيراً، قال: والأُمَّةُ الإِمامُ.

  الليث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَيْئةُ في الإِمامةِ والحالةُ؛ يقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة إِذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به، على البدَل كراهية التضعيف؛ وأَنشد يعقوب:

  نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي ... وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي

  والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ.

  وأُمَّةُ كل نبي: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ.

  الليث: كلُّ قوم نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وقيل: أُمة محمد، صلى الله عليهم وسلم، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: وكل جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة.


(١) قوله [فعدت كلا الفرجين] هو في الأصل بالعين المهملة ووضع تحتها عيناً صغيرة، وفي الصحاح في مادة ولي بالغين المعمجة ومثله في التكلمة في مادة فرج، ومثله كذلك في معلقة لبيد.