لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة فوقها]

صفحة 64 - الجزء 12

  وعليه أَتْحَمِيٌّ ... نَسْجُه من نَسْج هَوْرَمْ

  (⁣١). غَزلَتْه أُمُّ حِلْمِي ... كلّ يومٍ وزن دِرْهَمْ

  وقال:

  وصَهْوَتُه من أَتْحَمِيّ مُشَرْعَبِ

  وقال آخر يصف رَسْماً:

  أَصْبَح مثل الأَتْحَمِيِّ أَتْحَمُه

  أَراد أَصبح أَتْحَمِيُّه كالثوب الأَتْحَمِيِّ وهي أَيضاً المُتْحَمةُ والمُتَحَّمة.

  وقد أَتْحمت البُرودَ إتْحاماً، فهي مُتْحَمة؛ قال الشاعر:

  صَفْراءَ مُتْحَمةً حِيكَتْ نَمانِمُها ... من الدِّمَقْسِيِّ، أَو من فاخر الطُّوطِ

  الطُّوطُ: القُطْن؛ وقال أَبو خراش:

  كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ، خَلْفَ ذِراعِه ... صُراحِيُّه والآخِنِيّ المُتَحَّمُ

  ويقال: تَحَّمْت الثوبَ إذا وَشَّيْته.

  وفرس مُتَحَّمُ اللَّوْن إلى الشُّقرة: كأَنه شبه بالأَتْحَمِيِّ من البرود، وهو الأَحْمر، وفرس أَتْحَمِيُّ اللَّون.

  وروي عن الفراء قال: التَّحَمةُ البُرود المخطَّطة بالصُّفْرة.

  أَبو عمرو: التاحِمُ الحائكُ.

  تخم: التُّخومُ: الفَصْل بين الأَرضَيْن من الحدود والمَعالِم، مؤنثة؛ قال أُحَيْحة بن الجُلاح، ويقال هو لأَبي قيس بن الأَسلت:

  يا بَنِيَّ التُّخومَ لا تَظْلِموها ... إنَّ ظُلْمَ التُّخوم ذو عُقَّالِ

  والتَّخْمُ: منتهى كل قَرْية أَو أَرض؛ يقال: فلان على تَخْم من الأَرْض، والجمع تُخوم مثل فَلْس وفُلوس.

  وقال الفراء: تُخومها حُدودُها، أَلا ترى أَنه قال لا تَظْلِموها ولم يقل لا تظلموه؟ قال ابن السكيت: سمعت أَبا عمرو يقول هي تُخومُ الأَرض، والجمع تُخُم، وهي التُّخوم أَيضاً على لفظ الجمع ولا يفرد لها واحد، وقد قيل: واحدها تَخْم وتُخْم، شامية.

  وروي عن النبي، ، أَنه قال: مَلْعون من غَيَّر تُخومَ الأَرض.

  أَبو عبيد: التُّخومُ ههنا الحُدود والمَعالِمُ، والمعنى من ذلك يقع في موضعين: أَحدهما أَن يكون ذلك في تغيير حُدود الحَرم التي حَدَّها إبراهيم خليل الرحمن على نبينا وعليه الصلاة والسلام، والمعنى الآخر أَنْ يَدْخُل الرجلُ في ملك غيره من الأَرض فيَقْتَطِعه ظلماً، فقيل: أَراد حُدودَ الحَرم خاصَّة، وقيل: هو عامٌّ في جميع الأَرض، وأَراد المَعالم التي يُهْتدى بها في الطريق، ويروى تَخُوم، بفتح التاء على الإِفراد، وجمعه تُخُم، بضم التاء والخاء.

  وقال أَبو حنيفة: قال السُّلَميّ التَّخُومة، بالفتح؛ قال:

  وإِن أَفْخَرْ بمَجْدِ بَني سُلَيْم ... أَكُنْ منها التَّخُومةَ والسَّرارا

  وإِنه لَطيِّب التُّخُوم والتَّخُوم أَي السُّعُوف يعني الضَّرائب.

  الليث: التُّخوم مَفْصِل ما بين الكُورَتَيْن والقَرْيَتَيْن، قال: ومنتهى أَرض كل كُورة وقَرْية تُخومها، وقال أَبو الهيثم: يقال هذه الأَرض تُتاخِم أَرض كذا أَي تُحادُّها، وبِلاد عُمان تُتاخِم بلاد


(١) قوله [من نسج هورم] هكذا في الأَصل بالراء ومثله في بعض نسخ الصحاح، وفي بعضها هوزم بالزاي. وقوله: أُم حلمي، في الأَصل بالحاء وفي نسخ الصحاح بالخاء.