لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة فوقها]

صفحة 67 - الجزء 12

  الغُلام، قال: وكل غلامٍ تِلْم، تلميذاً كان أَو غير تِلْميذ، والجمع التِّلام.

  ابن الأَعرابي: التِّلامُ الصاغة، والتِّلامُ الأَكَرَةُ.

  قال أبو منصور: قال الليث إن بعضهم قال: التَّلاميذ الحَماليجُ التي يُنفَخ فيها، قال: وهذا باطل ما قاله أَحدٌ؛ والحَماليِجُ، قال شمر: هي مَنافِخُ الصاغة الحديديَّة الطِّوال، واحدها حُمْلوج، شبَّه الطِّرمَّاح قَرْن البَقرة الوحشيَّة بها.

  الجوهري: التَّلامي التلاميذ، سقطت منه الذال، قال ابن بري: وقد جاء التَّجَلام، بفتح التاء، في شعر غَيْلان بن سلمة الثقفي:

  وسِرْبال مُضاعَفَة دِلاصٍ ... قد أحْرَزَ شَكَّها صُنْعُ التَّلامِ

  ويروى التِّلام جمع تِلْم، وهم الصاغة.

  تمم: تَمَّ الشئ يَتِمُّ تَمّاً وتُمّاً وتَمامةً وتَماماً وتِمامةً وتُماماً وتِماماً وتُمَّة وأَتَمَّه غيره وتَمَّمَه واسْتَتَمَّه بمعنىً، وتَمَّمَه الله تَتْميماً وتَتِمَّةً، وتَمامُ الشيء وتِمامَتُه وتَتِمَّتُه: ما تَمَّ به.

  قال الفارسي: تَمامُ الشيء ما تمَّ به، بالفتح لا غير؛ يحكيه عن أَبي زيد.

  وأَتمَّ الشيءَ وتَمَّ به يَتِمُّ: جعله تامّاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  إنْ قلتَ يوماً نَعَمْ بَدْأً، فَتِمَّ بها ... فإنَّ إمْضاءَها صِنْف من الكَرَم

  وفي الحديث أَعوذ بكلمات الله التامَّاتِ؛ قال ابن الأَثير: إنما وصف كلامه بالتمام لأَنه لا يجوز أَن يكون في شيء من كلامه نَقْص أَو عَيْبٌ كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى التَّمام ههنا أَنها تنفَع المُتَعَوِّذ بها وتَحْفَظه من الآفات وتَكْفيه.

  وفي حديث دُعاء الأَذان: اللهمَّ رَبَّ هذه الدَّعْوة التامَّة؛ وصَفَها بالتَّمام لأَنها ذِكْر الله ويُدْعَى بها إلى عِبادته، وذلك هو الذي يستحِق صِفَة الكمال والتمام.

  وتَتِمَّة كل شيء: ما يكون تَمام غايته كقولك هذه الدراهم تمام هذه المائة وتَتِمَّة هذه المائة.

  والتِّمُّ: الشيء التامُّ، وقوله ø: وإذ ابْتَلَى إبراهيمَ رَبُّه بكلِمات فأَتَمَّهُنَّ؛ قال الفراء: يريد فَعمِل بهنّ، والكلمات عَشْر من السُّنَّة: خَمْسٌ في الرأس، وخَمْسٌ في الجَسد، فالتي في الرأس: الفَرْق وقَصُّ الشارب والمَضْمَضةُ والاسْتِنْشاقُ والسِّواكُ، وأما التي في الجسَد فالخِتانةُ وحَلْقُ العانةِ وتَقْليمُ الأَظفار ونتفُ الرُّفْغَيْن والإِستِنْجاءُ بالماء.

  ويقال: تَمَّ إلى كذا وكذا أَي بَلغه؛ قال العجاج:

  لما دَعَوْا يالَ تَمِيمٍ تَمُّوا ... إلى المَعالي، وبهنَّ سُمُّوا

  وفي حديث معاوية: إن تَمَمْتَ على ما تريد؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي مُخَفَّفاً وهي بمعنى المشدّد.

  يقال: تَمَّ على الأَمر وتَمَمَ عليه، بإِظهار الإِدغام، أَي استمرَّ عليه.

  وقوله في الحديث: تَتامَّتْ إليه قُرَيش أَي أَجابته وجاءَتْه مُتوافِرة مُتَابعة.

  وقوله ø: وأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمْرة لله؛ قيل: إتْمامهما تَأدِيةُ كلِّ ما فيهما من الوقوف والطَّواف وغير ذلك.

  ووُلِدَ فلان لِتَمامٍ⁣(⁣١) ولِتِمام، بالكسر.

  وليلُ التِّمامِ، بالكسر لا غير، أَطول ما يكون من ليَالي الشِّتاء؛ ويقال: هي ثلاث ليال لا يُسْتَبان زيادتُها من نُقْصانها، وقيل: هي إذا بَلَغَت اثنَتَيْ عَشْرة ساعة فما زاد؛ قال امرؤ القَيس:

  فَبِتُّ أُكابِدُ لَيْلَ التِّمامِ ... والقَلْبُ من خَشْيَةٍ مُقْشَعِر


(١) قوله [وولد فلان لتمام الخ] عبارة القاموس: وولدته لتم وتمام ويفتح الثاني.