لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 79 - الجزء 12

  فهو مَثْلوم.

  والثُّلْمة: الخَلَل في الحائط وغيره.

  وثَلِمَ الشيء، بالكسر، يَثْلَم، فهو أَثْلَم بيِّن الثَّلَم، وثَلَّمته أَيضاً شُدِّد للكثرة.

  وفي الحديث: أَنه نَهى عن الشُّرْب من ثُلْمة القَدَح أَي موضع الكسر، وإِنما نَهى عنه لأَنه لا يَتماسك عليها فَمُ الشارب وربَّما انصبَّ الماء على ثوبه وبدنه، وقيل: لأَنَّ موضعها لا يناله التنظيف التامُّ إِذا غُسل الإِناء، وقد جاء في الحديث: أَنه مَقْعَدُ الشيطان، قال: ولعله أَراد به عدم النظافة.

  والثُّلْمة: فُرْجة الجُرْف المكسور.

  والثَّلَم في الوادي، بالتحريك: أَن يَنْثَلِم جُرْفُه، وكذلك هو في النُّؤْي والحَوْضِ، قال أَبو منصور: ورأَيت بناحية الصَّمَّان موضعاً يقال له الثَّلَم، قال: وأَنشدني أَعرابي:

  تَرَبَّعَتْ جَوَّ خُوَيّ فالثَّلَمْ

  والثَّلْم في العَرُوض: نوع من الخَرْم وهو يكون في الطويل والمُتَقارَب.

  وثُلِمَ في ماله ثَلْمة إِذا ذهَب منه شيء.

  والأَثْلم: التراب والحجارة كالأَثْلَب، عن الهجري، قال ابن سيده: لا أَدري أَلغة أَم بدل، وأَنشد:

  أَحْلِف لا أُعْطِي الخبيثَ دِرْهَمَا ... ظُلْماً، ولا أُعطِيه إِلَّا الأَثْلَمَا

  ومُثَلَّم: اسم.

  والثَّلْماءُ: موضع.

  والثَّلَم: موضع، قال زهير:

  هلْ رامَ أَمْ لم يَرِمْ ذو الجِزْعِ فالثَّلَمُ ... ذاك الهَوى منك لا دانٍ ولا أَمَمُ

  أَراد ذاك المَهْوِيّ فوضع المصدر موضع المفعول، ويروى فالسَّلَم.

  والمُتَثَلَّم: موضع رواه أَهل المدينة في بيت زهير:

  بحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ⁣(⁣١)

  ورواية غيرهم من أَهل الحجاز: فالمُتَثَلِّمِ.

  والمُثَلَّم: اسم موضع.

  وأَبو المُثَلَّم: من شعرائهم.

  ثمم: ابن الأَعرابي: ثُمَّ إِذا حُشي، وثُمَّ إِذا أُصلِحَ.

  ابن سيده: ثَمّ يَثُمُّ، بالضم، ثَمّاً أَصلَح.

  وثمَمْت الشيء أَثُمُّه، بالضم، ثَمّاً إِذا أَصلَحته ورمَمْتَه بالثُّمام؛ ومنه قيل: ثَمَمْت أُموري إِذا أَصلَحتها ورمَمْتَها.

  ورُوي عن عُرْوة بن الزبير أَنه ذكر أُحَيْحة بن الجُلاح وقَوْل أَخْوالِه فيه: كنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه حتى استَوى على عُمَمِه وعَمَمِه؛ قال أَبو عبيد: المحدّثون هكذا يَرْوُونه، بالضم، ووجْهه عندي بالفتح.

  والثَّمُّ: إِصلاحُ الشيء وإِحكامُه، وهو والرَّمُّ بمعنى الإِصلاح، وقيل: هما، بالضم، مصدران كالشكر أَو بمعنى المفعول كالذُّخْر أَي كنَّا أَهل تَرْبِيَتِه والمُتَولِّين لإِصلاح شأْنه، يقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ ثَمّاً؛ وقال هِمْيان بن قُحافة يذكر الإِبل وأَلْبانَها:

  حتى إِذا ما قضَتِ الحوائجا ... ومَلأَتْ حُلَّابُها الخَلانِجا

  منها، وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا

  قال: أَراد أَنهم شدُّوها وأَحكَموها، قال: والنَّواشجُ الممتلئة؛ قال أَبو منصور: يعني بقوله ثَمُّوا الأَوْطُب النَّواشِجَ أَي فَرشوا لها الثُّمامَ وظَلَّلوها به، قال: وهكذا سمعت العرب تقول: ثَمَمْت السِّقاء إذا فَرَشْت له الثُّمام وجعلتَه فوقه لئلا تُصيبه الشمسُ فَيَتَقطَّع لَبَنُه.

  والثُّمامُ: نَبْت معروف في البادية ولا تَجْهَدُه النَّعَم


(١) ١ صدر هذا البيت:

أمِن أُمِّ أو في دِمنةٌ لم تكلَّمِ