لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 80 - الجزء 12

  إِلَّا في الجُدوبة، قال: وهو الثُّمَّةُ أَيضاً، وربما خفِّف فقيل: الثُّمَة، والثُّمَةُ: الثُّمامُ.

  ورجلٌ مِعَمٌّ مِثَمٌّ مِلَمٌّ للذي يُصْلح الأَمْر ويقوم به.

  ابن شميل: المِثَمُّ الذي يَرْعَى على مَن لا راعِيَ له، ويُفْقِرُ مَنْ لا ظهر له، ويَثُمُّ ما عجز عنه الحيُّ من أَمرهم، وإِذا كان الرجل شديداً يأْتي من وراء الصاغية ويحمل الزيادة ويردُّ الرِّكاب قيل له: مِثَمٌّ، وإِنه لَمِثَمٌّ لأَسافِل الأَشياء.

  ومَثَمُّ الفَرس، بالفتح: منقطَع سُرَّتِه، والمَثَمَّةُ مثله.

  وثَمَّ الشيءَ يَثُمه ثَمّاً: جمعه، وأَكثرُ ما يُستعمَل في الحَشيش.

  ويقال: هو يَثُمُّه ويقمُّه أَي يَكْنُسُه ويَجمع الجيِّد والرَّديء.

  ورجل مِثَمٌّ ومِقَمٌّ، بكسر الميم، إِذا كان كذلك، ومِثَمَّةٌ ومِقَمَّةٌ أَيضاً، الهاء للمبالغة.

  وقال أَعرابي: جَعْجَع بي الدهرُ عن ثُمِّه ورُمِّه أَي عن قليله وكثيره.

  والثُّمَّةُ، بالضم: القَبْضة من الحشيش.

  وثَمَّ يده بالحشيشِ أَو الأَرضِ: مَسَحها، وثَمَمْت يدي كذلك.

  وانْثَمَّ عليه أَي انْثال عليه.

  وانْثَمَّ جسمُ فلان أَي دأب مثل انْهَمَّ؛ عن ابن السكيت.

  أَبو حنيفة: الثُّمُّ لغة في الثُّمامِ، الواحدة ثُمَّةٌ؛ قال الشاعر:

  فأَصبح فيه آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ ... وثُمٍّ على عَرْش الخيام غَسيِل

  وقالوا في المَثَلِ لنَجاحِ الحاجة: هو على رأْس الثُّمَّة؛ وقال:

  لا تَحْسبي أَنَّ يَدي في غُمَّه ... في قَعْر نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ جَمَّه،

  أَمسحُها بتُرْبَةٍ أَو ثُمَّه

  وثَمَّتِ الشاةُ الشيءَ والنَّباتَ بفِيها تَثُمُّه ثَمّا، وهي ثَمُومٌ: قَلَعَتْه بفِيها، وكلَّ ما مرَّت به، وهي شاة ثَمُومٌ.

  الأُموي: الثَّمُومُ من الغنم التي تَقْلَع الشيء بفيها، يقال منه: ثَمَمْت أَثُمُّ، والعرب تقول للشيء الذي لا يَعسُر تَناوُلُه: هو على طَرَف الثُّمام، وذلك أَن الثُّمامَ لا يَطول فيَشُقّ تناوُلُه.

  أَبو الهيثم: تقول العرب في التشبيه هو أَبوه على طَرَف الثُّمَّة إِذا كان يُشْبهه، وبعضهم يقول الثَّمَّة، مفتوحة.

  قال: والثُّمَّة الثُّمام إِذا نُزِع فجعل تحت الأَساقي.

  يقال: ثَمَمْتُ السِّقاء أَثُمُّه إِذا جعلت تحتَه الثُّمَّة، ويقال: ثُمَّ لها أَي اجْمع لها.

  وثَمَّ الشيءَ يَثُمُّه وثَمَّمَه: وطِئَه، والاسم الثُّمُّ، وكذلك ثَمَّ الوَطْأَة.

  وثَمَّمَ الكثيرُ: لغة في ثَمَّمَ⁣(⁣١)، ويقال ذلك على الثُّمَّة، يضرَب مثلاً في النجاح.

  وانْثَمَّ الشيخ انْثِماماً: ولَّى وكَبِرَ وهَرِمَ.

  وثَمَّ الطَّعامَ ثَمّاً: أَكلَ جَيِّده.

  وما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ: فالثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقيهم وآنِيتَهُم، والرُّمُّ مَرمَّةُ البيت.

  وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً أَي قليلاً ولا كثيراً، لا يُستعمل إِلَّا في النفي.

  قال أَبو منصور: الثُّمُّ والرُّمُّ صحيح من كلام العرب.

  قال أَبو عمرو: الثُّمُّ الرُّمُّ؛ وأَنشد لأَبي سلمة المحاربي:

  ثَمَمْت حوائجي ووَذَأْتُ عَمْراً ... فبئس مُعَرَّسُ الرَّكْب السِّغاب⁣(⁣٢)

  ثَمَمْت: أَصلحت؛ ومنه قولهم: كنَّا أَهل ثُمِّه ورُمِّه.

  والثُّمامُ: شجر، واحدته ثُمامة وثُمَّة؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: لا أَدري كيف ذلك، وبه فسر


(١) ١ قوله [وكذلك ثم الوطأة وثمم الكثير لغة في ثمم] هكذا في الأصل.

(٢) ٢ قوله [ووذأت عمراً] في نسخة: بشراً وهو كذلك في الصحاح هنا وفي مادة وذأ، وفي الأصل: الشعاب بالشين المعجمة والعين المهملة. وفي الصحاح في المادتين المذكورتين: السغاب بالسين المهملة والغين المعجمة.