لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 135 - الجزء 12

  ويقال: هذه ليالي الحُسوم تَحْسِمُ الخيرَ عن أَهلها كما حُسِمَ عن عاد في قوله ø: ثمانية أَيام حُسوماً أَي شُؤْماً عليهم ونَحْساً.

  والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جميعاً: الآدَمُ⁣(⁣١)، وبه سمي الرجل حَيْسُماناً.

  والحَيْسُمانُ: اسم رجل من خزاعة؛ ومنه قول الشاعر:

  وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بن حابس

  الجوهري: وحِسْمَى، بالكسر، أَرض بالبادية فيها جبال شَواهِقُ مُلسُ الجوانب لا يكاد القَتامُ يفارقها.

  وفي حديث أَبي هريرة: لتُخْرِجَنَّكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمى جُذامَ؛ ابن سيده حِسْمى موضع باليمن، وقيل: قبيلة جُذامَ.

  قال ابن الأَعرابي: إذا لم يَذْكُرْ كُثَيِّرٌ غَيْقَةَ فحِسْمَى، وإذا ذَكَرَ غَيْقَة فَحَسْنا⁣(⁣٢)؛ وأَنشد الجوهري للنابغة:

  فأَصبَحَ عاقِلاً بجبال حِسْمَى ... دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ

  قال ابن بري: أَي حِسْمى قد أَحاط به القَتامُ كالحزام له.

  وفي الحديث: فَلَه مثل قُورِ حِسْمَى؛ حِسْمى، بالكسر والقصر: اسم بلد جُذام.

  والقُور: جمع قارةٍ وهي دون الجبل.

  أَبو عمرو: الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل القاطع للأُمور.

  وقال ابن الأَعرابي: الحَيْسَمُ الرجل القاطع للأُمور الكيِّس.

  وقال ثعلب: حِسْمَى وحُسُمٌ وذو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ مواضع بالبادية؛ قال النابغة:

  عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنا فالفَوارِعُ ... فجَنْبا أَريكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ

  وقال مُهَلْهِلٌ:

  أَليْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري ... إذا أَنْتِ انقضيْتِ فلا تَحُوري

  حشم: الحِشْمَةُ: الحَياءُ والانْقِباضُ، وقد احْتَشَمَ عنه ومنه، ولا يقال احْتَشَمَه.

  قال الليث: الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ وطلبِ الحاجةِ؛ تقول: احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ، ويقال حَشَمَكَ، فأَما قول القائل: ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ.

  والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَه وتُسْمِعَه ما يَكْرَه، حَشَمَه يَحْشِمُه ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَه.

  وحَشَمْتُه: أَخجلته، وأَحْشَمْتُه: أَغضبته.

  قال ابن الأَثير: مذهب ابن الأَعرابي أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه أَخجلته، وغيره يقول: حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه.

  ويقال للمُنْقَبِض عن الطعام: ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ، من الحِشْمَةِ وهي الاستحياء.

  قال أَبو زيد: الإِبَةُ الحَياء، يقال: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي احتشم.

  وروي عن ابن عباس أَنه قال: لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِيَّةِ، ولكل طاعم حشْمَةٌ فابدؤوه باليمين، وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى الاستحياء:

  إنِّي، مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما ... عندي بما قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ


(١) قوله [جميعاً الآدم] الذي في المحكم: الضخم الآدم.

(٢) قوله [فحسنا] بالفتح ثم السكون ونون وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأَنه رباعيّ، قال ابن حبيب: حسنى جبل قرب ينبع. وكلام ابن الأَعرابي غامض، لا يُدرى إلى أي قولٍ قاله كثيّر يعود.