[فصل الجيم]
  ويقال: هذه ليالي الحُسوم تَحْسِمُ الخيرَ عن أَهلها كما حُسِمَ عن عاد في قوله ø: ثمانية أَيام حُسوماً أَي شُؤْماً عليهم ونَحْساً.
  والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جميعاً: الآدَمُ(١)، وبه سمي الرجل حَيْسُماناً.
  والحَيْسُمانُ: اسم رجل من خزاعة؛ ومنه قول الشاعر:
  وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بن حابس
  الجوهري: وحِسْمَى، بالكسر، أَرض بالبادية فيها جبال شَواهِقُ مُلسُ الجوانب لا يكاد القَتامُ يفارقها.
  وفي حديث أَبي هريرة: لتُخْرِجَنَّكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذاك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمى جُذامَ؛ ابن سيده حِسْمى موضع باليمن، وقيل: قبيلة جُذامَ.
  قال ابن الأَعرابي: إذا لم يَذْكُرْ كُثَيِّرٌ غَيْقَةَ فحِسْمَى، وإذا ذَكَرَ غَيْقَة فَحَسْنا(٢)؛ وأَنشد الجوهري للنابغة:
  فأَصبَحَ عاقِلاً بجبال حِسْمَى ... دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ
  قال ابن بري: أَي حِسْمى قد أَحاط به القَتامُ كالحزام له.
  وفي الحديث: فَلَه مثل قُورِ حِسْمَى؛ حِسْمى، بالكسر والقصر: اسم بلد جُذام.
  والقُور: جمع قارةٍ وهي دون الجبل.
  أَبو عمرو: الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل القاطع للأُمور.
  وقال ابن الأَعرابي: الحَيْسَمُ الرجل القاطع للأُمور الكيِّس.
  وقال ثعلب: حِسْمَى وحُسُمٌ وذو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ مواضع بالبادية؛ قال النابغة:
  عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنا فالفَوارِعُ ... فجَنْبا أَريكٍ، فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ
  وقال مُهَلْهِلٌ:
  أَليْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري ... إذا أَنْتِ انقضيْتِ فلا تَحُوري
  حشم: الحِشْمَةُ: الحَياءُ والانْقِباضُ، وقد احْتَشَمَ عنه ومنه، ولا يقال احْتَشَمَه.
  قال الليث: الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ وطلبِ الحاجةِ؛ تقول: احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ، ويقال حَشَمَكَ، فأَما قول القائل: ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ.
  والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَه وتُسْمِعَه ما يَكْرَه، حَشَمَه يَحْشِمُه ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَه.
  وحَشَمْتُه: أَخجلته، وأَحْشَمْتُه: أَغضبته.
  قال ابن الأَثير: مذهب ابن الأَعرابي أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه أَخجلته، وغيره يقول: حَشَمْتُه وأَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه.
  ويقال للمُنْقَبِض عن الطعام: ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ، من الحِشْمَةِ وهي الاستحياء.
  قال أَبو زيد: الإِبَةُ الحَياء، يقال: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي احتشم.
  وروي عن ابن عباس أَنه قال: لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه بالتَّحِيَّةِ، ولكل طاعم حشْمَةٌ فابدؤوه باليمين، وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى الاستحياء:
  إنِّي، مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما ... عندي بما قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ
(١) قوله [جميعاً الآدم] الذي في المحكم: الضخم الآدم.
(٢) قوله [فحسنا] بالفتح ثم السكون ونون وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأَنه رباعيّ، قال ابن حبيب: حسنى جبل قرب ينبع. وكلام ابن الأَعرابي غامض، لا يُدرى إلى أي قولٍ قاله كثيّر يعود.