لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 149 - الجزء 12

  أَحناكُها، إذا رعته، من العيدان اليابسة.

  والحَلَمَةُ: شجرة السَّعْدان وهي من أَفاضل المَرْعَى، وقال أَبو حنيفة: الحَلَمةُ دون الذراع، لها ورقة غليظة وأفْنانٌ وزَهْرَةٌ كزهرة شَقائق النُّعْمانِ إلا أنها أكبر وأَغلظ، وقال الأَصمعي: الحَلَمةُ نبت من العُشْبِ فيه غُبْرَةٌ له مَسٌّ أَخْشَنُ أَحمر الثمرة، وجمعها حَلَمٌ؛ قال أَبو منصور: ليست الحَلَمَةُ من شجر السَّعْدان في شيء؛ السَّعدانُ بَقْلٌ له حَسَكٌ مستدير له شوك مستدير⁣(⁣١)، والحَلَمةُ لا شوك لها، وهي من الجَنْبةِ معروفة؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها، ويقال للحَلَمَةِ الحَماطةُ، قال: والحَلَمةُ رأْس الثَّدْيِ في وسط السَّعْدانة؛ قال أَبو منصور: الحَلَمةُ الهُنَيَّةُ الشاخصة من ثَدْيِ المرأَة وثُنْدُوَة الرجل، وهي القُراد، وأَما السَّعْدانة فما أَحاطَ بالقُراد مما خالف لونُه لون الثَّدْيِ، واللَّوْعَةُ السواد حول الحَلَمةِ.

  ومُحَلِّم: اسم رجل، ومن أَسماء الرجل مُحَلِّمٌ، وهو الذي يُعَلَّم الحِلْمَ؛ قال الأَعشى:

  فأَمَّا إذا جَلَسُوا بالعَشِيّ ... فأَحْلامُ عادٍ، وأَيْدي هُضُمْ

  ابن سيده: وبنو مُحَلَّمٍ وبنو حَلَمَةَ قبيلتان.

  وحَلِيمةُ: اسم امرأَة.

  ويوم حَلِيمةَ: يوم معروف أحد أَيام العرب المشهورة، وهو يوم التقى المُنْذِرُ الأَكبر والحَرثُ الأَكبر الغَسَّانيّ، والعرب تَضْرِبُ المَثَلَ في كل أمر مُتَعالَمٍ مشهور فتقول: ما يَوْمُ حَلِيمةَ بِسِرّ، وقد يضرب مثلاً للرجل النابه الذِّكْرِ، ورواه ابن الأَعرابي وحده: ما يوم حَلِيمةَ بشَرّ، قال: والأَول هو المشهور؛ قال النابغة يصف السيوف:

  تُوُرِّثْنَ من أَزمان يومِ حَلِيمةٍ ... إلى اليوم، قد جُرّبْنَ كلَّ التَّجارِبِ

  وقال الكلبي: هي حَليمةُ بنت الحَرِث بن أَبي شِمْر، وَجَّه أَبوها جيشاً إلى المُنْذِرِ بن ماء السماء، فأَخْرجَتْ حليمةُ لهم مِرْكَناً فطَيَّبتهم.

  وأَحْلام نائمٍ: ضرب من الثياب؛ قال ابن سيده: ولا أَحقُّها.

  والحُلَّامُ: اسم قبائل.

  وحُلَيْماتٌ، بضم الحاء: موضع، وهُنَّ أكمات بطن فَلْج؛ وأَنشد:

  كأَنَّ أَعْناقَ المَطِيِّ البُزْلِ ... بين حُلَيْماتٍ وبين الجَبْلِ

  من آخر الليل، جُذُوعُ النَّخلِ

  أَراد أنها تَمُدُّ أَعناقها من التعب.

  وحُلَيْمَةُ، على لفظ التحقير: موضع؛ قال ابن أَحمر يصف إبلاً:

  تَتَبَّعُ أوضاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ ... وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِياً

  ومُحَلِّمٌ: نهر بالبحرين؛ قال الأَخطل:

  تَسَلسَلَ فيها جَدْوَلٌ من مُحَلِّمٍ ... إذا زَعْزَعَتْها الريحُ كادتْ تُمِيلُها

  الأَزهري: مُحَلِّمٌ عينٌ ثَرَّةٌ فَوَّارة بالبحرين وما رأَيت عيناً أكثر ماء منها، وماؤها حارّ في مَنْبَعِه، وإذا بَرَد فهو ماء عَذْبٌ؛ قال: وأَرى مُحَلِّماً اسمَ رجل نُسِبَت العينُ إليه، ولهذه العين إذا جرت في نهرها خُلُجٌ كثيرة، تسقي نخيل جُؤاثا وعَسَلَّج وقُرَيَّات من قرى هَجَرَ.


(١) قوله [له شوك مستدير] كذا بالأَصل، وعبارة أبي منصور في التهذيب: له حسك مستدير ذو شوك كثير.