لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 151 - الجزء 12

  وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ ... وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ

  قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ:

  يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ ... فهلَّا تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ

  قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ.

  وفي حديث الجهاد: إذا بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأَثير: قيل معناه اللهم لا يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون.

  قال أبو حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.

  وحُمَّ هذا الأَمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ.

  وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما أَنشده ثعلب من قول جَميل:

  فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي ... وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني

  فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي.

  قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي.

  وحَمَّ الله له كذا وأَحَمَّه: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ:

  أَحَمَّ الله ذلك من لِقاءٍ ... أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال

  وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري لخَبَّابِ بن غُزَيّ:

  وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ ... وليْسَ لأَمرٍ حَمَّه الله صارِفُ

  وقال البَعيثُ:

  أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ ... وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ

  والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي قُدِّرَ.

  والحِمَمُ.

  المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ.

  وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً، وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ:

  هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ

  أي قضاؤه، وحُمَّه المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ.

  يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق، والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى:

  تَؤُمُّ سَلَامَةَ ذا فائِشٍ ... هو اليومَ حَمٌّ لميعادها

  أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له.

  ونزل به حِمامُه أي قَدَرُه وموتُه.

  وحَّمَ حَمَّه: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر يصف بعيره:

  فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَه ... تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ