[فصل الجيم]
  وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال البعير أي عجلته.
  وحامَّه: قارَبه.
  وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال زهير:
  وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ ... مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو
  معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ.
  وقال الأَصمعي: أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير: وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ، بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإِنسان من حاجة.
  وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد:
  حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا ... إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا
  الكسائي: أَحَمَّ الأَمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت للبَيد:
  لِتَذودَهُنَّ. وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ ... أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها
  وقال: وكلهم يرويه بالحاء.
  وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال: ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً، وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ فهو قُدِّرَ.
  وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال ابن الأَثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا قرب دنا.
  والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد.
  والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال:
  لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ ... مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ
  العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ.
  وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.
  واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ.
  الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث:
  تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ ... كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ
  واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
  عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّه ... ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها
  يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ.
  وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً، وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام.
  واحْتَمَّتْ عيني: أَرِقتْ من غير وَجَعٍ.
  وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك، وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة: