لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 266 - الجزء 12

  أَصله الكذب، قال: ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين، وذكر بيت النابغة الجعدي وذكر أَنه روي لأُمية بن أبي الصَّلْتِ، وذكر أَيضاً بيت عمرو بن شَأْس ورواه لمُضَرِّسٍ؛ قال أَبو الهيثم: تقول العرب قال إنه وتقول زَعَمَ أَنه، فكسروا الأَلف مع قال، وفتحوها مع زَعَمَ لأَن زعم فعل واقع بها أي بالأَلف متعدّ إليها، أَلا ترى أَنك تقول زَعَمْتُ عبدَ الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا ومتى تقولُني خارجاً؛ وأَنشد:

  قال الخَلِيطُ: غَداً تَصَدُّعُنا ... فمتى تقول الدارَ تَجْمَعُنا؟

  ومعناه فمتى تظن ومتى تَزْعُمُ.

  والزَّعُوم من الإِبل والغنم: التي يُشَكُّ في سِمنَها فتُغْبَطُ بالأَيدي، وقيل: الزَّعُوم التي يَزْعُمُ الناس أَن بها نِقْياً؛ قال الراجز:

  وبَلْدة تَجَهَّمُ الجَهُوما ... زَجَرْتُ فيها عَيْهَلاً رَسُوما،

  مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُوما

  قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

  وإنَّا من مَوَدَّة آل سَعْدٍ ... كمن طَلَبَ الإِهالةَ في الزَّعُومِ

  وقال الراجز:

  إنَّ قُصاراكَ على رعُومِ ... مُخْلِصَةِ العِظامِ، أَو زَعُومِ

  المُخْلِصَةُ: التي قد خَلَصَ نِقْيُها.

  وقال الأَصمعي: الزَّعُوم من الغنم التي لا يُدْرى أَبها شحم أَم لا، ومنه قيل: فلان مُزاعَم أَي لا يوثق به.

  والزَّعوم: القليلة الشحم وهي الكثيرة الشحم، وهي المُزْعَمَةُ، فمن جعلها القليلة الشحم فهي المَزْعُومة، وهي التي إذا أَكلها الناس قالوا لصاحبها توبيخاً: أَزْعَمْتَ أَنها سمينة؛ قال ابن خالويه: لم يجبئ أَزْعَمَ في كلامهم إلا في قولهم أزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إذا ظُنَّ أَن في سنامها شحماً.

  ويقال: أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جعلتك به زَعِيماً.

  والزَّعِيمُ: الكفيل.

  زَعَمَ به يَزْعُمُ⁣(⁣١) زَعْماً وزَعامَةً أَي كَفَل.

  وفي الحديث: الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم؛ والزَّعِيمُ: الكفيل، والغارم: الضامن.

  وقال الله تعالى: وأَنا به زَعيمٌ؛ قالوا جميعاً: معناه وأنا به كفيل؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: ذِمَّتي رَهينة وأَنا به زعِيمٌ.

  وزَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ.

  وزَعِيمُ القوم: رئيسهم وسيدهم، وقيل: رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ، والجمع زُعَماء.

  والزَّعامة: السِّيادة والرياسة، وقد زَعُمَ زَعامَةً؛ قال الشاعر:

  حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَه ... تحت اللِّواء على الخَمِيسِ، زَعِيما

  والزَّعامَةُ: السلاح، وقيل: الدِّرْع أَو الدُّروع.

  وزَعامَةُ المال: أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره؛ وقول لبيد:

  تَطِير عَدائِد الأَشراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً، والزعامَةُ للغلام

  فسره ابن الأَعرابي فقال: الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف، وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث، وقيل: يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة، وقوله شفعاً


(١) قوله [زعم به يزعم الخ] هو بهذا المعنى من باب قتل ونفع كما في المصباح.