لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 620 - الجزء 1

  وقوله: جَزَاءَ العُطاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّأْرِ، قَدْرَ ما بين التشميت والعُطاسِ.

  وعن الأَصمعي: العَقْبُ: العِقَابُ؛ وأَنشد:

  لَيْنٌ لأَهْلِ الحَقِّ ذُو عَقْبٍ ذَكَرْ

  ويُقال: إِنه لَعَالِم بعُقْمَى الكلام، وعُقْبَى الكلام، وهو غامضُ الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر.

  وأَعْقَبه على ما صَنَع: جازاه.

  وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه، والعُقْبَى جَزاءُ الأَمر.

  وعُقْبُ كُلِّ شيء، وعُقْباه، وعُقْبانُه، وعاقِبَتُه: خاتِمتُه.

  والعُقْبى: المَرْجِعُ.

  وعَقَبَ الرجلُ يَعْقُبُ عَقْباً: طَلب مالاً أَو غيره.

  ابن الأَعرابي: المِعْقَبُ الخِمار؛ وأَنشد:

  كمِعْقَبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَه

  قال: وسُمِّيَ الخِمار مِعْقَباً، لأَنه يَعْقُبُ المُلاءَة، يكون خَلَفاً مِنْها.

  والمِعْقَبُ: القُرْطُ.

  والمِعْقَبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق.

  والمِعْقَب: بعير العُقَبِ.

  والمِعْقَبُ: الذي يُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام.

  والمُعْقِبُ: النَّجْمُ⁣(⁣١) الذي يَطْلعُ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ المُعاقِبُ؛ ومنه قول الراجز:

  كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ ... أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ

  أَبو عبيدة: المِعْقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر، رَكِبَ الذي كان يمشي.

  وعُقْبَةُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره.

  والعُقْبة: مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة، بضم العين، وأَعْقَبَ الرجُلَ: رَدَّ إِليه ذلك؛ قال الكُمَيْت:

  وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ ... لعُقْبةِ قِدْرِ المُستَعِيرين، مُعْقِبُ

  وكان الفراء يُجيزها بالكسر، بمعنى البَقِيَّة.

  ومن قال عُقْبة، بالضم، جعله من الاعْتِقاب.

  وقد جعلها الأَصمعي والبصريون، بضم العين.

  وقَرارَةُ القِدْرِ: عُقْبَتُها.

  والمُعَقِّباتُ: الحَفَظةُ، من قوله ø: له مُعَقِّباتٌ⁣(⁣٢) من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه.

  والمُعَقِّبات: ملائكةُ الليل والنهار، لأَنهم يَتَعاقبون، وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها، نحو نَسّابة وعَلَّامةٍ وهو ذَكَرٌ.

  وقرأ بعض الأَعراب: له مَعاقِيبُ.

  قال الفراء: المُعَقِّباتُ الملائكةُ، ملائكةُ الليلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النهار، وملائكةُ النهار تُعَقِّبُ ملائكةَ الليل.

  قال الأَزهري: جعل الفراءُ عَقَّبَ بمعنى عاقَبَ، كما يقال: عاقَدَ وعَقَّدَ، وضاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد، فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة الليل، وصَعِدَ ملائكةُ النهار، فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ؛ وصَعِدَ ملائكةُ الليل، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً.

  وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم عاد إِليه فقد عَقَّبَ.

  وملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ، ومُعَقِّباتٌ جمعُ الجمع؛ وقول النبي، : مُعَقِّباتٌ لا يَخِيبُ قائلُهُنَّ، وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً، ويكبره أَربعاً وثلاثين تكبيرة؛ سُمِّيَتْ مُعَقِّباتٍ، لأَنها


(١) قوله [والمعقب النجم الخ] ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل.

(٢) قوله [له معقبات الخ] قال في المحكم أي للإِنسان معقبات أي ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بعقب بعض يحفظونه من أمر اللَّه أي مما أمرهم اللَّه به كما تقول يحفظونه عن أمر اللَّه وبأمر اللَّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللَّه.